إليه..

نضال عباس

إليه..

ونحن نقف عند حاجز القدر.

حين تحولت الأوطان إلى قنابل موقوتة….

وبعد…

انفجرت اللعنة… وبلغت القلوب الحناجر…

انفصلت الظلال.

هربت غيمة الوطن بعيدًا كي لا تخجل من المكشوف…

فضحت الإنسانية الكاذبة…

ظلم القادة…

أطماع البشر…

كبرت الخسائر… صعد شعب إلى حتفه…

وسقط وطن من التاريخ…

تلاشى تحت الأنقاض… فما عدنا معنيين إلا بإنقاذ أنفسنا…

حين أصابنا دوار الشتات… انفرطنا كالعقد… ثكالى… يتامى… معطوبي أحلام…

هربنا من وطن جئنا للغربة محملين به… وبحقائب… ملاء… بذاك الكم من الجماجم….

أقمنا في مدن لا نتقاسمها…

نتجول في خراب وحدنا نراه…

نتمسك بأزيال وعود كاذبة… ولا شيء يؤذينا أكثر من الأخبار…

فماذا نربح من حرب… تمتص اللون وغيمة الروح….

كأنما الأرض لا ترتوي من دماء الشرفاء…

فالوطن قبور على مد البصر…

وأي بوصلة لا تشير إلى حقن الدماء مشبوهة….

فالحرب عمياء… لا ترى إلا بعيون الضغينة… حين صاحت حناجرها المسمومة…

بل بس… بل بس

كضرب من الكرم المفخخ بمزيد من الرعب…

فما الذي يمكن إنقاذه…

حين تضعك الحرب أمام الخيار الأصعب… ليستمر إذلال الشعب  في مشهد أوجاع لا يتكرر…

وصرنا أرواح جاثية على ركبتيها مهما كان وضع الجسد…

والأرض أضحت طريقًا للهرب…

وضاعت هيبة الدولة…

وكلما غيبتنا الأوقات وأزمنة التيه… انتابنا خوف أن لا نعود ثانية… أو نعود محملين على أكتاف الريح… حين سرقت الحرب.

الحب… والأرض…

الروح… والعمر…

عيون من أحبونا

وجوه من أحببناهم

وحفنة تراب الوطن…

كم كنا بسطاء… حين تذمرنا من كل تلك الأشياء التافهة…

مديونون نحن لتلك اللحظات…

لسقف بيتنا الذي لا أمان ولا دفء بعده…

لزوايا البيوت الواسعة…

للسكينة… والهدوء…

للشوارع… والجيران… ودعوة الأحباب…

مديونون… للهواء التقي النقي

لذاك الماء الذي لا لون له ولا طعم ولا رائحة…

مديونون

للنيل… للغابات… للشجر

سنعود يومًا ونتعالى على الجراح

هاش_تاق

نموت كي يحيا الوطن؟؟؟

يحيا لمن؟؟؟؟

نضال عباس

نضال علي

قاصة وكاتبة سودانية تحمل درجة الماجستير في إدارة الأعمال تعمل أستاذ مساعد بجامعة بخت الرضا وكلية الوسيلة للعلوم والتكنولوجيا، نشرت العديد من المقالات والقصص القصيرة بالصحف والمجلات.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى