“الكوليرا” تفتك بالفارين من جحيم الحرب والوباء يوسع انتشاره
شندي- أفق جديد
ضرب وباء الكوليرا عدداً من مدن وسط وشمال السودان. وبحسب مصادر طبيّة ومتطوعين تحدّثوا إلى “أفق جديد” فإنّ الوباء انتقل إلى العديد من المناطق، ورقعة انتشاره آخذة في التوسّع، ما يشكل خطراً داهماً، خاصّة في المدن المكتظة بالسكان بفعل موجات النزوح الأخيرة.
وضمّت خارطة الوباء في الفترة الماضية عدة مناطق في ولاية الخرطوم؛ في منطقة جنوب الحزام وأم ضواً بان، وأجزاء من شرق النيل.
وفي ولاية نهر النيل سبّبت الكوليرا حالة من الهلع وسط سكان مدينة شندي حيث اكتظ المستشفى الرئيسي بالمصابين الذين يعانون اسهالاً مائياً حاداً وحالة من الاجهاد.
و تقول مصادر من داخل المستشفى إنّ التشخيص النهائي لهذه الحالات لم يعلن عنه بعد، ولكن الأعراض التي تظهر على المرضى هي حالات كوليرا.
وطبقاً للمصادر فإنّ معظم الحالات الواردة للمستشفى هي من معسكرات النازحين المكتظة بفعل التدفّقات الأخيرة.
وقالت المصادر إنّ المستشفى تخطّى سعته الاستيعابية، وأغلقت أبوابه أمام المرضى القادمين خوفاً من تمدّد أكبر للمرض.
وناشدت المصادر السلطات الصحيّة بولاية نهر النيل إعلان حالة الطوارئ الصحية وإغلاق المدارس والأسواق، لافتة إلى أنّ مستشفى عطبرة استقبل بعض الحالات المشتبه في اصابتها.
وأكّد إداريون بمحليتي شندى وعطبرة استنطقتهم “أفق جديد”، وتحتفظ بأسمائهم، أنّ الحالة تستدعى إعلان حالة طوارئ صحيّة، لأنّ مدن الولاية باتت مكتظة بالسكان، ما ينذر باتساع رقعة المرض وخارطة انتشاره. وتستدرك المصادر بأنّ قرار الطوارئ الصحيّة في ظلّ الحالة الأمنية التي تمرّ بها البلاد يظل قراراً سياسياً، لافتين إلى أنّ التقارير الواردة للمحليات تؤكّد أن معدلات الوفيات كبير؛ وإن لم تتخذ الولاية اجراءات سريعة للحماية فإن العدد سيزداد بشكل مخيف.
ووفقاً لمعلومات تحصلت عليها “أفق جديد” فإنّ الوباء انتشر إلى جانب ولايات الخرطوم والجزيرة ونهر النيل في أجزاء من ولايتي القضارف وكسلا وفي مدينة حلفا الجديدة.