ولاية النيل الأبيض .. هل تعافى اقتصاد الحرب؟

أفق جديد

ما زال المواطن في ولاية النيل الأبيض، يجأر بالشكوى، إثر تردي الأوضاع الاقتصادية، وتدهور خدمات الكهرباء والمياه والإنترنت، لكن حاكم الولاية، عمر الخليفة، أعلن انفراج الأزمة الاقتصادية، بوصول السلع الاستهلاكية والمشتقات البترولية وغاز الطهي.

وشهدت الولاية مؤخرا أزمة اقتصادية خانقة، وارتفاع جنوني في الأسعار وظهور تجار الأزمات بسبب الحرب وإغلاق الطرق القومية.

وكشف الخليفة في تصريح لـ”أفق جديد”، عن فتح التجارة مع الولاية لتوفير السلع الاستراتيجية رغم مخاطر الطريق، وتكلفة الترحيل العالية، لتخفيف الشح والندرة في المواد الغذائية.

وأشار إلى تحسن الأوضاع الأمنية في أعقاب استعادة الجيش السوداني، منطقة “جبل موية”، والطريق أصبح آمنا بين مدن كوستي، سنار، كبري دوبا، القضارف، ما أدى إلى انسياب السلع والمواد الغذائية بصورة كبيرة، بما في ذلك المواد البترولية والغاز والأدوية ومحاليل مراكز غسل الكلى والأورام.

وأكد أن الولاية شهدت انخفاضا في الأسعار بصورة ملحوظة، ما أدى إلى ارتياح المواطنين.

ورغم التطمينات الحكومية، إلا أن المواطن، جعفر خالد، أبلغ “أفق جديد”، أن الأوضاع الاقتصادية في مدن وقرى ولاية النيل الأبيض متدهورة بسبب ندرة الغذاء والدواء والمحاليل الوريدية.

وأوضح خالد، أن السلع الاستهلاكية ليست في متناول اليد، بسبب الغلاء، إذ بلغ سعر أسطوانة غاز الطهي 58 ألف جنيه.

وأشار إلى أن شبكة الإنترنت ما زالت مقطوعة في الولاية، ما أدى إلى مشاكل في التحويلات البنكية عبر التطبيقات الذكية.

وأكد أن المواطنين يعتمدون على أجهزة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” (الساعة بمبلغ 3 ألف جنيه) لاستقبالات التحويلات المالية من خارج البلاد.

من جهته يقول المواطن، فخر الدين يوسف، إن سعر جوال الفحم بلغ 80 ألف جنيه، وكيلو اللحوم (عجالي) 15 ألف جنيه، و(الضأن) 20 ألف جنيه.

وأضاف يوسف في حديثه لـ”أفق جديد “الوضع الاقتصادي صعب جدا، في ظل استمرار الحرب وإغلاق الطرق”.

جدير بالذكر أن فتح الطريق الذي يربط بين سنار، ربك، كوستي، ساهم إيجابا في إيصال المواد الغذائية والبترولية والأدوية إلى بعض المدن في ولاية الجزيرة وكردفان ودارفور، لكن أسعارها مرتفعة بسبب كلفة الترحيل.

وتمثل ولاية النيل الأبيض معبرا رئيسيا للوصول إلى الولايات المجاورة والمساهمة في تسهيل حركة المواطنين والتجارة.

وفي 5 أكتوبر الماضي، أعلن الجيش السوداني، استعادة السيطرة على سلسلة “جبال مويا” في ولاية سنار وسط السودان.

وسيطرت قوات “الدعم السريع” في أواخر يونيو/ حزيران الماضي على سلسلة “جبال مويا”، قاطعة طرق الإمداد عن ولايات النيل الأبيض والجزيرة وكردفان ودارفور؛ كما حركت قوات من الجبل لاجتياح معظم مدن ولاية سنار الوسطية بما فيها عاصمتها سنجة.

وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم”.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 11 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى