بلا قناع

    Without a mask

في الجزء الثاني من مقالنا نتحدث 

عن ما هو المصير المشترك بين السودانيين من خلال الأزمة الطويلة وفترة الحرب التي لم تترك اليابس والاخضر من ضمن أسئلة  يطرحها السودانيين في منافي اللجوء والنزوح والبحث عن صيغة حلول نهائية تشكل المرحلة.

كما تأكد جليا خلال تعريف واقع الحرب المستعرة بأنها حرب من أجل السلطة بين معسكر واحد منشطر علي نفسه وحلفائه وفقا للمصالح التي تتحرك بحمولات الاستحواذ علي السلطة وسط التقاطعات الإقليمية هو المعني المفهوم حتي الآن للحرب في السودان .

تم استخدام عدد من الأسلحة الفتاكة من أجل إنهاء المصير المشترك الاسلحة النارية منها و النفسية ،الاجتماعية،  الاقتصادية والاغتصابات ،التهجير  والتعذيب

والقتل علي الاساس الإثني بهدف إلغاء الآخر وإبادته من الوجود

هذا مايجعلنا نطرق ناقوس الخطر عن المصير المشترك  الذي أصبح في المحك الحرفي ببداية الحرب الأهلية

ومرحلتها الأولي في السودان 

وقبل أن تتمرحل لتصل غايات الإخوان المسلمين الي حرب أهلية من خلالها يستطيعون توظيفها لإعادة أنفسهم سياسيا علي رفات وركام السودان وشعبه في حرب صنعها أصحاب الامراض السياسية المعتوهين .تراهم اليوم بأم عينك في الاعلام بلا قناع ولا كدمول.

وانخراط حلفائهم لاستمرار المعركة حتي النصر

هو الذي يعزف بوحدة البلاد وانهاء المصير المشترك كليا

في ظل الانهزام والانقسام والتخبط لقيادات الحرب  والحديث عن حدود سياسية و دولة جديدة هي قمة الاستخفاف والسباحة عكس تيار الوطن الموحد العادل وزاد بهم الخيال وهم يطرحون مقترحات تقسيم البلاد من قبل قائد الحرب “البليد” هي التي تعبر عن ذهنية القائد الفاشل لحرب السودان المكرر لنفس ذاكرة القائد بعد أن وافق علي انفصال جنوب السودان هي سابقة علي صفوح التاريخ يكرره جنرال من داخل المؤسسة المختطفة في قرارها وعقيدتها.

فاليوم إذا تمادي السودانيين بذات الخجل والسير كقطيع  ورائهم سيحصد دويلات متناحرة فاشلة علي أنقاض مصيرنا المشترك الذي يتسم بالتنوع والقيم

وهو مايميزنا ويمثل لنا القوة والعظمة التي تنشأ علي أساسها التحالفات والتكتلات والوحدة في العصر الحديث .

كيف ننادي بالتشرزم والانغلاق في عصر الانفتاح?

و هو ما يؤكد فشل الايدلوجيات الغابرة لإيجاد صيغة سياسية مرنة لحكم شعوب الألفية الجديدة والتي تحتاج لدولة مؤسسات ليس إمارات اقطاعية تسيء مواد وسلطة الشعوب وإقامة الحروب و الاستبداد هنا لزاماً علي السودانيين المدركين..

المقاومة ليس الحياد عن المصير المشترك وإيقاف الحرب وصناعة وصفة تأسيسية تضمن حقوق الجميع دون تميز ولا امتيازات

كيف يكون ذلك

علي الساسة والإعلاميين موجهي الرأي العام المؤثرين من أصحاب الفكر الثاقب بالقضايا الوطنية أن يصحو وان يضعو حدا لتلك الغوغاء الهالكة لشعوب السودان وابطال خطاب العنف المغلف بالجهوية والجغرافية

  والسلطة التي ادمنت مسح بلاط السلطان من أجل فتات الامتيازات السياسية و رجال الدين و الزعامات الأهلية التي تقودهم قيادة إخوانية بيزات مزرقشة وشعارات فضفاضه هؤلاء

هم اعداء المصير المشترك الذي يصنع عبر القوانين والدساتير ليس قوة السلاح وانشاء كتائب من المدنيين والزج بهم قرابين في القتال وتقسيمها علي أساس الانتماءات القبيلة  وممارسة الوصايا و سلطة المؤسسات المفقودة الذي يديرها الرجل الواحد بمرجعية  (فلترق كل الدماء)..

هي مرفوضة لابد أن ننظر للجزء الآخر من قرطاس الوطن ومصيره المشترك

فإن الواجب الوطني الذي يوزع صكوكه من قبل أمراء الحرب في المكان والزمان بدعم الحرب 

هو ما أفرز هذا الواقع المحتكر  لكل شيء حتي الاماني وتطلعات الشعوب بالحرية السلام و العدالة

كما توحد الشعب في ثورة ديسمبر2018 التي لا يمكن أن ينفصل من مستقبل المصير المشترك باهدافها السامية لبناء الدولة التي تسع الجميع ..

  فإن تلكم التحولات التي أسقطت السلطة التي تتشبث حتي الآن بالعودة وكل الدلائل توكد أنها صاحبة المصلحة الأولي في الحرب وإصرارها علي اغتيال الثورة حتي النصر والانتصار عليها هو الذي يجافي الواقع المعاش والقدر الغيبي لكتائب الإسلاميين والجيش واحلام انتصارهم وغدرهم علي الثورة والشعب   

عبر آلة إعلامية وخطاب حقود ومحاولات السيطره به علي عقول عامة الناس وتوجيه مدافعه وجنده ل تكبيل رأي الغالبية هو المستحيل فإن الاحرار  يفكرون وانتهت احلامهم بمدافع الحليف الذي قد يكون حسرة في زاكرة الإسلاميين  

اذن بلا قناع ولا كدمول

لابد من المبادرة وانتاج الإقتراحات والانفتاح لضغط الأطراف  لإيقاف الحرب التي وصلت مرحلة تهدد المصير المشترك للسودانيين

ونحذر من  استخدام الوصفات التفاوضية القديمة من أجل ارضاء الذوات الشريرة وتضخيم ارقام الحسابات البنكية  واقتسام احلام الجماهير وانتزاع السلطة عبر أقلامهم المسمومة و قواتهم المتعددة العقائد والهوي بانتهاك  المدنيين وتشريدهم والتجارة بأرواحهم

الذي لا يرضيهم اعادة تلك الوصفات منتهية الصلاحية هي تكرار دوامة الجهلاء والتاريخ ليس ببعيد

السودانيين اليوم وغدا وبعده لحين أن تقف الحرب يحتاجون افق جديد اخر يهتم بألازمة السياسية الطويلة وليس النظر تحت افرازات حرب 15 ابريل اللعينة للأزمة تاريخ متجزر وطويل  

إن أردنا صون المصير المشترك لابد أن نتحدث عن قضايا التأسيس هو المصل الذي ينهي الحروب و الاستبداد ويرسم ملامح لارض شاسعة وشعوب طيبة ذات تاريخ وطابع حديث

ليس حمقى توظفهم ايديولوجية الإخوان المسلمين الغابرة  وتعزف في مساحاتهم الاجتماعية وتنوعهم و العبث بهم وزرع الحرب والفتن 

فالحديث والكتابة عكس إيقاف الحرب وتقديم اطروحات وطنية نحو  التأسيس ومعالجة اثار الحرب  للحفاظ علي المصير المشترك احيانا تكون مضللة لاصحاب المصلحة من السودانيين و شركائهم نحو إيقاف الحرب وطرح قضايا التأسيس.

الذي ننتقل له مباشرا مع العدد القادم أيضا بلا قناع و لا كدمول

                  (تحياتي)  

حاتم ايوب ابوالحسن  /كاتب ومحلل سوداني  hatimboelhasan@gmil.com   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى