بلا قناع
Without is a mask
التسوية السياسية مرتقبة ؟
والحرب لم تنتهي فصولها بعد فما معادلاتها !
في ظل انسداد الأفق السياسي وواقع توسع و زيادة وتيرة الحرب من الاطراف المتحاربة في السودان لما يقارب العامين من أجل السلطة بعد الانقلاب علي حكومة الثورة المتوافق عليها .
تلك الحرب ألغت بظلالها علي كاهل السودانيين المشردين اللاجئين، وفقا للتقديرات هناك اكثر من 12 مليون انقطعت بهم السبل في منافي العالم.
ومازال أكثر من 9 مليون في مناطق ملتهبة يتناقص عددهم في كل صباح. وهناك جياع معدومين يفقدون اساسيات الحياة محرومون من التعليم والصحة والغذاء وهي حقوق أساسية تكفلها لهم الانسانية المهدرة بين مواثيق الأمم المتحدة. لا يوجد رقم وان كان تقريبي للمفقودين ى الموتي المجهولين في ظل المعارك الدائرة و قذف الطائرات ، والتدوين المدفعي بالإضافة إلي الانتهاكات المستمرة من قبل القوات المتحاربة ضد المدنيين العزل فوصلت الحرب ذروتها في كل شيء.
لم يتبقي سواء إيقافها وإيجاد المدخل بشكل عاجل في إطار التسوية السياسية الشاملة للأزمة الطويلة التي تسببت في حروب السودان وضمان السودان الجديد الجهود الوطنية الإقليمية والدولية لم تبخل للبحث عن ايقافها منذ اليوم الاول في 15 ابريل من العام 2023 م وحتي الآن،لم يوجد لها حل مناسب او وضع حدا للفظائع التي ترتكب و التدمير الممنهج لكل شيء بشكل كلي بما فيه الإنسان السوداني . الحرب الان هي ليس الفصل الاخير للاسف حسب المعطيات في فصولها وجذورها الممتدة المتعددة المجتمعة في اختلالات التأسيس والمعرفة بالأزمة السياسية السودانية
التي تعقد المشهد من داخل الحرب بتعدد جماعات المصالح المحلية والإقليمية . الطرف الفعلي فيها أصبح اليوم واضحا (بلبوس)بحكم تجربته التي أسقطت من ذات الشعب المغلوب علي امره المصادر من قبل تنظيم الإخوان الذي بدأ يتشلع اشتاتا في السودان يطيل فترة الحرب وتغيب عنده إلارادة لإيقافها تدثر فيها عبر واجهات واسماء مغايرة بذات العقيدة والكتائب المشهورة منذ أن كان السودان واحد قبل الانفصال كان هو السبب الرئيسي بالموافقة والسعي لاخر مطاف حربها الدينية بذات خطاب العنف والكراهية ومحاولات نفي المؤكد .
الطرف الآخر في الحرب امتدح من ذاكرة تكوينه الاولي الجرعات البشعة في عقيدته التي بنتها ذات الجماعة عندما كان أبن الرحم الصالح والحارس للسلطة واليد الباطشه الدكتاتورية الاستبدادية و الايدلوجيات المتعطشة ومنحها التصريح باستباحة كل شيء سفك الدماء استباح الأرواح الاغتصاب التهجير و (التغنيم) الذي بدل اسمه ( بالشفشفة) كل ذلك من أجل الحفاظ علي السلطة وسحق التمرد باي الأثمان
التي يدفع ثمنها أضعاف غالية شعب السودان الان بعد ما تمرد الابن المدلل حسب روايتهم لم تتوقف تلك المحاولات لايقاف الحرب التي أشعلت من أجل الانفراد ب السلطة في السودان والقضاء علي الثورة التحركات الإقليمية المتمثلة في الايقاد و دول الجوار الأمم المتحدة وكل المؤتمرات الإقليمية و الدولية علي مستوي مجلس الامن لعدد من الجلسات بالإضافة علي دول الاقليم البعيد من الأصدقاء والشركاء بشأن ايقاف الحرب في السودان
فمنها المعلن والغير معلن وكان الأبرز والاكثر واقعية هي مفاوضات جدة التي مازالت فرصتها كبيرة والامل فيها اكبر باستئنافها قريبا رغم تعنت ذات الطرف الذي يسوق الحرب تجاه أن تكون شاملة ولاسيما بأن تكون حرب أهلية تفتت ما تبقي من وحدة السودان وحكم الجزء المتبقي ويعرف بالمثلث وهو أمر لا يحدث مرتين
و زاكرة السودانين ليست ب السمكية ولن يفرطوا في اي جزء أو شبر من هذا الوطن في كل هذا المارسون لم يكن أمام السودانيين سوي استمرار نضالهم واستلهام الهمم للفصل الأخير نحو المصير المحتوم مناداة الضمير العالمي بضرورة ايقاف الحرب والشروع في المستقبل الجديد هو المطلب الذي يطغي ويرغب فيه السودانيين دون كلل ولا ملل مع اعتبار أهمية التفائل بالغد الافضل علينا بالضرورة أن لا نفقد السيطرة والانزلاق بالتوجه نحو الحرب الشاملة الأهلية في فصلها الاول مع اعتبار فصول أخري حسب التعاطي مع الأزمة الطويلة ومن خلال دفاتر الحروب في السودان تحولاتها وتقلباتها حول السيطرة علي السلطة والحكم فمن ابرز أوجه الفصل الاول في حرب 15/ابريل أجبر ظهور طرفها الفعلي الذي يديرها خلف الحجاب هو مربط الخيوط التحليلية هنا الجماعة برغبتها بعد ان فشلت أن تكسب المعركة مبكرا
الان تفرض علي الجميع بأن يمنحها الشرعية ب استمرار الحرب لدواعي وطنية والحرب الان تسبب أزمة إنسانية وأمنية إقليمية واصبحت مسؤولية دولية
يتوقع من الجماعة ان تتراجع تكتيكيا بعد الضغوطات لمنبر التفاوض؟ بشكل مرحلي بأن تكون جزء من الوضع الجديد كما يمهد لذلك عبر حلفائه بشكل علني مفضوح وهي المساومة الأولي إبان ديسمبر كلها إرهاصات قد تحدث ثم بعد السيطرة الكاملة كعادة الجماعة من خلال تجربتها العملية في الحكم بالاخطاء الاحتكار الانفراد الاستبداد وسفك الدماء هو ما يعيه المكون السياسي و المدني السوداني و يرفضه عبر تحالفه الأكبر الذي تداول في اخر مؤتمراته الحديث عن نزع الشرعية وتكوين لجنة لذلك من مهامها توسيع الإطار ؟ هل هو الذي يجيب علي أسئلة مشهد التأسيس كآخر كروت التسوية السياسية الشاملة ؟ اذا تعنت قائد الحرب ؟
رغم مناوراته للعودة الي مفاوضات السعودية في جدة أو اي مكان اخر من أجل إيقاف الحرب في السودان الذي أصبح مطلب للأغلبية .
التي تراجعت من منطلق الاستمرار الذي أصبح عاجزا بعد أن تكشف طرفها الفعلي وأهدافه الواضحة لتصفية الثورة السلمية وتعطيل التغيير الذي نجح في انتزاع السلطة من الجماعة في ديسمبر من العام 2018 تحارب الان من أجل العودة في حال تمسكها بالقتال من أجل السلطة! هنا تبقي الحرب التي لم تنتهي منها سوي فصل واحد الجيش والدعم السريع فقط هي جولة أولي فإن واقع الحرب في السودان يشير لذلك لأن الحرب لم تبدأ في 2023 بل تراكمية معقدة لها مظالمها وقضاياها
فإن الطريقة المثلي لانهاء كل فصول الحرب في جولة واحدة هو شرط التأسيس لان يفسح المجال واسع أمام تأسيس الدولة ومعالجة الاختلالات التي تؤدي للحروب و مسبباتها
دون ذلك ستفتح فصول أخري لن تنتهي بين الطرفين بغض النظر عن من هو المنتصر في الحرب المهم ماذا يريد المنتصر تأسيس الدولة ام الانفراد والاحتكار بالسلطة كما كان في الماضي الأليم المستبد ؟ هل المنتصر أيضا يرغب في خروجه كليا من السياسة ام التوغل فيها مجددا؟ يكون ذلك مرهون حتي الآن باسترداد الدولة المختطفة من الإخوان المسلمين وانهاء الأزمة السودانية الطويلة حسب المعطيات عبر التحليلات لطبيعة الحروب في السودان نتلمس الأجوبة ليكون محور عددنا القادم .
بلا قناع و دون كدمول
(تحياتي)
حاتم ايوب ابوالحسن
كاتب ومحلل سياسي