النهاية الحتمية للإسلامويين

 

ندى أبو سن
ندى أبو سن

تابعت وعدد كبير من السودانيين مقالا نشر في عدد الأسبوع الماضي من مجلة أفق جديد كتبه السوداني المخضرم الدكتور النور حمد بعنوان (من تخلف إلى تخلف أشد).

تحدث فيه عن النهضة التي تشهدها الدول الأفريقية بعد جولة زار فيها كل من كينيا ويوغند وإثيوبيا. حيث شهدت كل من نيروبي وكمبالا وأدبس أبابا نهضة نوعية في البنى التحتية والعمرانية انعكست في المطارات والطرق والمباني الحديثة والخدمات السياحية والمعاملات أسوة بدول العالم المتحضر في فترة زمنية وجيزة. 

وتناول بالنقد والتحليل الحالة السودانية وترسخت لديه فكرته القديمة عن أن بلادنا هي الأكثر تخلفا، وعبر عن دهشته من عدم الإحساس بهذا التخلف الذي لم يكن حكرا على العامة، بل أن المدهش والموجع كان هو عدم إحساس النخب السياسية به مستعرضا لتاريخ السودان الذي شهد سلسلة من الحروب امتدت منذ القرن السادس عشر إلى تاريخنا المعاصر، وأرجع سبب هذا التخلف إلى إصرار العسكر على العمل في السياسة دون أي مؤهل فكري أو سياسي أو ثقافي أو اقتصادي وبإيعاز وتحالف من المدنيين، وذكر أن الحلف الأسوأ والأكثر تخريبا للبلاد هو الحلف الذي صنعه زعيم جماعة المتأسلمين حسن الترابي الذي وصف طبيعته بالتدميرية، حيث أوصلنا إلى هذه الحرب التي لم يشهد التاريخ المعاصر مثيلا لها في التخربب والتدمير، متسائلا عما حققه الإسلاميون خلال الخمسة وثلاثين عاما الماضية ليرغبوا في العودة من أجله إلى السلطة والحقيقة أن نفس هذا التساؤل خطر ببالي وأنا اأاهد محاضرة للمناضل السوداني الجسور الأستاذ أحمد جمعة من أكاديمية صناع المحتوى عن كارثة تحويل البشير لامتياز قمة كيغالي إلى دولة جيبوتي هذا الامتياز الذي حصل عليه السودان في عام ٢٠١٨ ووقع عليه المخلوع البشير الذي يجعل من السودان منطقة حرة ومركزا للتجارة العالمية ممثلا للعمق الأفريقي وفي مقابل ذلك منح السودان ستمئة مليون دولار بموجب هذا الاتفاق وتم منع الجمارك بين الدول الأفريقية ومنح حرية التنقل بين الدول الافريقية.. وبهذا الاتحاد تكون أفريقيا قد نفضت عن نفسها رماد الاستعمار وسارت في طريق التخلص من الفقر والجهل بالاجتماع في كيان الكوميسا والاتحاد الأفريقي أسوة بالاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي للعمل المشترك من أجل نهضة دولها عبر تدشين المشاريع والاستثمارات الكبرى مما يوسع سوق العمل والتنمية والرخاء والاستقرار فتم هذا الاتفاق الهام في كيغالي.

وكانت الكوميسا قد منحت السودان هذا الامتياز من قبل في عام ١٩٩٧ وسحب منه عقب تورط حكومة الإنقاذ في محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك إبان القمة الافريقية في أديس أبابا وتم بعده الحصار على السودان، ثم عادت الدول الافريقية لتمنح السودان الامتياز مجددا في عام ٢٠١٨ بعد فك الحصار عنه في وقت تحول فيه الصراع العالمي نحو الموانئ ولإدراك الدول الافريقية لاهمية السودان بموقعه الجغرافي وعمقه الاستراتجي الذي يجعله شريانا لافريقيا ولكن بعد فترة وجيزة تم تحويل هذا الامتياز إلى دولة جيبوتي ليفقد السودان أكبر فرصة في الاستثمار والنهوض والانفتاح العالمي نتيجة لعدم وجود حكومة وطنية رشيدة والتآمر الاقليمي ومر حدث منح الامتياز مجددا للسودان دون أن يجد أي إشارة من أجهزة الاعلام الرسمية، وتم وسط تكتم كبير في وقت احتفت به جميع الدول الافريقية التي ينشغل قادتها الوطنيون بالبناء والتنمية لبلدانهم، ومؤخرا كانت الصومال قد توصلت إلى اتفاق مع دولة قطر على تشغيل مينائها الامر الذي أن تم سينعكس سلبا على موانئ السودان خاصة بعد ان فقد ميناء بورسودان البضائع الاثيوبية التي كانت تمر عبره بالكامل قبل تطوير ميناء جيبوتي حيث تم إنشاء خط قطار حديث بين جيبوتي واثيوبيا مما قلص من حجم الصادارات الاثيوبية بنسبة ثلاثين بالمئة وتسير معظم الدول الافريقية بخط ثابت نحو التنمية وعبر خطط استراتجية مدروسة وفق جداول زمنية محددة لبلوغ اهدافها بينما ظل الكيزان يعودون بالسودان إلى الخلف ويخربون حتى ما تركه الاستعمار من بنى تحتية فطال الخراب عبر الخصخصة الطيران المدني والسكة حديد والنقل النهري والبحري ومشروع الجزيرة في نهب ممنهج وعلني وتبديد للثروات مما جرد الدولة السودانية من اصولها الضامنة لاستقلاليتها وقوتها وعطل الروافد القومية واهدر الثروات بتـجير الاراضي الزراعية للدول ليذهب عائدها إلى تلك الدول ولا يدخل منه شيء إلى خزينة الدولة وظلت ثروات البلاد في ايادي اشخاص بعينهم وفشلت الدولة في تقديم الخدمات للمواطن وأصبحت تستنزفه مقابل تقديم الخدمات عبر المحليات بالجبايات والضرائب الباهظة وفشلت في تقديم المرتبات لقطاع عريض من موظفي الدولة كالمعلمين والاطباء وكانت قمة كغالي قد قررت الاجتماع مجددا بالخرطوم في ٢٠ مارس ٢٠١٩  ولكن سرعان ما تخلص  البشير من الامتياز بسبب تأثيره على النافذين من الكيزان الذين رفضوا التخلي عن الرسوم الجمركية بعد الاستيلاء على مبلغ الستين مليون دولار الخاصة بامتياز المنطقة الحرة التي لم يصل منها دولار إلى وزارة المالية وكانت الفضيحة الكبرى  أمام الاتحاد الافريقي بسبب عدم معرفة المسؤولين إلى أين ذهب المبلغ وكان قد حدث نفس الشيء مع مبلغ آخر قدمه الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية  لصيانة مطار الخرطوم  قبل انعقاد القمة الافريقية بالخرطوم في يناير ٢٠٠٦ والعربية في مارس من نفس العام. 

حيث أعلن عن عطاء لهذا الغرض وبعد حصول إحدى الشركات على العطاء اختفى المبلغ ولم تتم أعمال الصيانة للمطار وعلى ذات النهج تم الاستيلاء على القرض الصيني المقدم لإنشاء المطار الجديد والكثير من المنح والقروض تم الاستيلاء عليها بنفس الطريقة. 

حكومة من اللصوص ظلت تتحكم في البلاد وتستولي على مقدراتها  لخمس وثلاثين عاما اعتبر الكيزان السودان خلالها ورثة يتقسمونها بينهم ويبدد رئيسهم ما شاء من أراضيه  

وأضاعوا بسبب أطماعهم فرصا كبيرة للنهوض بالبلاد دون أي وازع من دين أو اخلاق أو حس وطني واقتاتوا على الحرام الذى لا يثمن ولا يغني من جوع وما زادهم إلا جشعا وطمعا في المزيد من الثروات التي فقدوها بعد قيام حكومة الثورة التي أزالت تمكينهم وحاصرتهم واستردت الاموال المنهوبة منهم مما جعلهم يحقدون على الشعب الذي صنع  الثورة وحكومة الثورة فحاربوها بأقذر وأحط الأدوات عبر الكذب والتلفيق والتفخيخ والشيطنة لقوى الثورة من احزاب ولجان مقاومة متوعدين الشعب السوداني بالثبور والعذاب إلى أن اعلنوا هذه الحرب التي قصد منها البطش بالشعب والتخلص من ثورته مظهرين عدائهم السافر لها ومصرين على العودة الى السلطة حتى وإن اراقوا دماء كل السودانيين.

جرائم الحركة اللا إسلامية يندي لها الجبين ولم تحدث مطلقا عبر تاريخ العالم الماضي والمعاصر. وبالرغم  من كل ما فعلوه ويفعلونه دارت الآن عليهم الدوائر وتتكشف في كل يوم حقائقهم لدى الشعب السوداني الذي غيبوه عبر الكذب والتضليل وارتد عليهم خبثهم وها هم الآن يكتبون نهايتهم الحتمية بأيديهم وسيقطع بإذن الله دابرهم من أرض السودان.

ندى ابو سن

تخرجت من كلية الاعلام بجامعة الخرطوم التطبيقيه في علم ١٩٩٩ و عملت بصحيفة الصحافة السودانية في عام ٢٠٠٧ ككاتبه مقالات حره ثم عملت بصحيفة الحقيقة ككاتبة عمود اجتماعي بعنوان (ومضه) اتعاون الان مع عدد من الصحف الإلكترونية حيث اكتب مقالات سياسيه تحليلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى