والحزن ينتعل خفه الشتوي
ونحن غرباء الديار.. في منافي الدنيا البعيدة ..
وبعد:
مضى الزمن مسرعًا.. ونحن يتامى الأوطان.. حراس الألم
أقبل عام جديد..
ونحن باقون وسط خسارات..لا تعد..
نقطع حبال الصبر.. بسكينة القدر
وحلم العودة ..
أغنية حاااارة على الصدور..
وعناق مؤجل مع الوطن.
نحن الذين.. أكلت الغربة أعمارهم..
حين اختبأت الشمس
وجاءت مقصلة العذاب.
وتخطينا كل المحاولات للرجوع.
فشتاتنا ما كان يوما لائقًا.. ضمن مصادفات الحياة.. وتخطيط القدر..
هو خديعة الأرض والأوطان..
والخيبة التي قادتنا..
نحو بلاء لم نعتد.. عليه.
فنحن. .
أفقر الناس..
إذا لم نملك للعودة وجهة…
فمتى…
يضعنا الوطن على بابه؟؟
متى…
يمكننا صفق الباب والعودة من حيث أتينا؟؟؟
طالت المشاوير
وتفرق دمنا بين القبائل.
وانتابنا خوف.. أن لا تأتي مواسم البهجة…
فكل نصر مكيدة..
وكل فرح أذى
والوعود الملونة.. قنابل ستنفجر.
والأماني…
كمن يصفر في الظلام.. ليبعد شبح الخوف…
فجميعنا في حالة رعب
نحن
الآتون من خراب الأوطان.. لا أحد ينسى.. كيف سرقت الطمأنينة من صدره…
حين صارت الغربة.. حدثًا جماعيًا.. ونكبة مروعة
لشعوب نازحة.
هائمة على وجهها.. بين القارات
والكل مفارق….
حين غادرنا.. على عتبة الأمواج ليلًا..
بأوراق لاجئ.
وصرنا مجرد نكرة….
لتصبح الانتصارات المزعومة.. كمدرسة عقدت اجتماعًا.. للآباء
وأكثر طلابها يتامى..
وصار الشتات المشروع الوحيد.. الذي يمكن الرهان عليه
وأصبحنا.. مصابون بأرق العودة
ولا شيء يربطنا بالحياة الصعبة .
سوى الحلم…
والدعوات التي تبلل.. قلوبنا التي ترتجف.. من الغياب..
حين تبعثرنا.. مثل قلادة
كانت عقدا جميلًا…
فأضحت مجرد ذكرى من التاريخ
فمتى يستجيب القدر؟؟
لنترك أوطاننا.. مستأجرة
نطرح فيها..
أنفسنا.. ضحكاتنا
لحظات يأسنا..
دموعنا.. وأوجاعنا.
في أماكن مدفوعة الأجر.
فالوطن في العروق.
فهل تكفي.. قطرة من رذاذ حلم العودة.. لبناء وهم جميل؟؟
لتحمل الريح أشلاء الحكايات
ونعود نابضين كالفجر الجديد
نرش الملح على عمق الجرح
ونعود بالثورة…
لنستحق البقاء.
نخبر العالم …
بمن توحدوا على ذبحنا
واتقنوا فن الأختباء
سننتظر طريق العودة
عنواننا عشق الوطن
سننتظر..
هذا.. المساء
وكل… مساء
حتما سنعود يومًا.. ولا نامت أعين الجيناء..
هاش_تاق
سيظل الوطن فينا
إلى أن تصبح الدنيا أكثر عدلا