“سوبر بول” يلفت الانتباه إلى أزمات غزة والسودان

أفق جديد‏

أمس الأول، الأحد، احتجز راقص استعراضي في نيو أورلينز الأميريكية، خلال وصلة غنائية لمغني الهيب هوب العالمي كيندريك لامار، في بعد رفعه العلمين الفلسطيني والسوداني.

وأكد اتحاد كرة القدم الأمريكي أن الشخص المحتجز كان جزءا من فرقة استعراضية مكونة من 400 فرد في الحفل السنوي لنهاية الموسم الرياضي في البلاد.‏

وقالت إدارة شرطة نيو أورلينز في بيان إن “سلطات إنفاذ القانون تعمل على تحديد التهم في هذا الحادث”. ‏

من جهته قال متحدث باسم رابطة كرة القدم الأميركية: “سيتم حظر المتهم مدى الحياة من جميع ملاعب وأحداث اتحاد كرة القدم الأميركي، فيما قالت الشركة التي أنتجت العرض، إن الفعل “لم يكن مخططا له ولا جزءا من الإنتاج ولم يكن أبدا في أي بروفة”.

وكان الرئيس ترامب حاضرا في الحدث، وهو الذي أعلن الأسبوع الماضي خطة مثيرة للجدل،‏‏ قائلا إن الولايات المتحدة “ستستولي” على غزة و”تمتلكها”.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال ترامب إن غزة يمكن أن تصبح “ريفييرا الشرق الأوسط”، رافضا استبعاد إرسال قوات أمريكية لاحتلال القطاع. ‏

وقال الرئيس الأمريكي للصحفيين إن “السبب الوحيد الذي يجعل الفلسطينيين يريدون العودة إلى غزة هو أنه ليس لديهم بديل”. 

ورفع الراقص الاستعراضي علمي الدولتين بين شوطي مباراة بين كانساس سيتي تشيفز وفيلادلفيا إيغلز، مما لفت الانتباه إلى الصراعين المستمرين في الشرق الأوسط وأفريقيا.‏

وسرعان ما احتجز الأمن الفنان الذي رفع العلم فوق سيارة تستخدم كدعامة للمسرح.

وشنت حماس، التي تحكم غزة، هجوما عبر الحدود على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل واحتجاز المئات من الإسرائيليين، فيما دمرت الضربات الانتقامية الإسرائيلية غزة، وأودت بحياة عشرات الآلاف، وفقا لسلطات الصحة المحلية.‏

و‏قبل القبض عليه، ركض الرجل في جميع أنحاء الميدان لمدة 20 ثانية مع الأعلام تحت أضواء ساطعة.

‏وقالت الرابطة الوطنية لكرة القدم في بيان عام بعد الحادث: “نثني على الأمن لاحتجاز الشخص الذي رفع العلم بسرعة”. ‏

‏وهذه الحادثة هي واحدة من العديد من الحوادث التي عطل فيها المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين الأحداث البارزة لزيادة الوعي بالأزمة الإنسانية.‏ ومع ذلك، لم تشهد الحرب في السودان نفس المستوى من الاهتمام.‏

ويأتي ذلك في الوقت الذي تتبادل فيه حماس وإسرائيل الأسرى والأسرى كجزء من عملية وقف إطلاق النار بعد حوالي 15 شهرا من ‏‏حرب الإبادة‏‏ الجماعية الإسرائيلية على غزة.

ولا يزال وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه في يناير/كانون الثاني 2025 ساريا، حيث تتبادل إسرائيل وحماس الرهائن والسجناء. ومع ذلك، لا تزال التوترات مستمرة بشأن مستقبل غزة.

و‏يسعى الفلسطينيون إلى غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية لدولة مستقبلية، بما يتماشى مع الدعم الدولي لحل الدولتين. ومع ذلك، طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا اقتراحا مثيرا للجدل لإعادة توطين سكان غزة، وهي خطة رفضها الفلسطينيون والمراقبون العالميون على نطاق واسع.‏

و‏في السودان، أدى الصراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى إغراق البلاد في حالة من الفوضى منذ عام 2023. وأدى النزاع الذي أعقب صراعات السلطة والانقلاب على الحكومة المدنية في العام 2021 إلى مقتل عشرات الآلاف كما شرد الملايين من ديارهم في رحلة نزوح قاسية ومستمرة لا زالت.

و‏اشتد القتال في الأسابيع الأخيرة، حيث حقق الجيش السوداني مكاسب ضد قوات الدعم السريع بالقرب من العاصمة الخرطوم، بينما لا الخسائر في صفوف المدنيين تترى وتتزايد؛ حيث وثقت الأمم المتحدة مقتل ما لا يقل عن 275 شخصا في أوائل فبراير/شباط بسبب الهجمات العشوائية والغارات الجوية ونيران المدفعية.‏

‏ودعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وحثت جميع الفصائل على حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.‏

ويلفت كلا الصراعين انتباه النشطاء والمشاهير. ففي أغسطس/آب الماضي، ألغى مغني الراب ماكليمور حفلا موسيقيا في دبي بسبب مزاعم بأن الإمارات تدعم قوات الدعم السريع في السودان، كما دعم الفلسطينيين وأدى أغاني تكريما لضحايا غزة.‏

ورغم أن جذور النزاعات في غزة والسودان تتباين، إلا أن أزمتهما الإنسانية كان لها صدى عالمي، وانعكس في الاحتجاج في سوبر بول والخطاب الثقافي المستمر في محافل غربية مختلفة.

Exit mobile version