“أمل في زمن الحرب”: بذور سودانية تُودع في قبو يوم القيامة بالقطب الشمالي

رويترز – أفق جديد
في خطوة بالغة الأهمية، تم إيداع عينات من 15 نوعًا من البذور السودانية، بما في ذلك أنواع متعددة من الذرة الرفيعة، في قبو سفالبارد العالمي للبذور الواقع في القطب الشمالي النرويجي. يأتي هذا الإيداع في ظل ظروف بالغة الصعوبة يمر بها السودان، حيث تسببت الحرب الدائرة منذ أبريل 2023 في نزوح الملايين وتفاقم أزمة الأمن الغذائي.

تُعد الذرة الرفيعة من المحاصيل الأساسية في السودان، فهي لا تساهم فقط في توفير الغذاء، بل تحمل أيضًا قيمة ثقافية وتراثية كبيرة. ويأتي إيداع هذه البذور في قبو سفالبارد كإجراء وقائي يهدف إلى الحفاظ على التنوع الجيني لهذه المحاصيل وضمان استدامتها للأجيال القادمة، خاصة في ظل الظروف المناخية المتغيرة والنزاعات المسلحة التي تهدد الأمن الغذائي.

“أمل في زمن الحرب”
عبر مدير مركز حفظ وبحوث الموارد الوراثية النباتية الزراعية في السودان عن أهمية هذه الخطوة، قائلاً: “في السودان… تمثل هذه البذور الأمل”. ففي ظل الحرب التي دفعت نصف السكان إلى حافة الجوع، تمثل هذه البذور مخزونًا استراتيجيًا يمكن الاعتماد عليه لإعادة بناء القطاع الزراعي وتوفير الغذاء للسكان في المستقبل.

قبو سفالبارد العالمي للبذوريُ

يْعرف القبو العالمي للبذور في سفالبارد باسم “قبو يوم القيامة”، وقد صُمّم ليصمد أمام الكوارث الطبيعية والحروب النووية. يضم القبو ملايين العينات البذرية من مختلف أنحاء العالم، حيث أُنشئ عام 2008 ليكون بمثابة نسخة احتياطية لبنوك الجينات العالمية التي تحفظ التنوع الوراثي للنباتات. وبفضل موقعه المحمي بالتربة الصقيعية، يستقبل القبو بذورًا من جميع أنحاء العالم، كما لعب دورًا حاسمًا بين عامي 2015 و2019 في استعادة مجموعات البذور التي تضررت خلال الحرب في سوريا.

رسالة تضامن وأمل
يحمل إيداع البذور السودانية في هذا القبو رسالة تضامن من المجتمع الدولي مع الشعب السوداني في محنته. كما أنه يبعث الأمل في إمكانية تجاوز هذه الأزمة وإعادة بناء مستقبل أكثر استدامة وأمانًا للسودان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى