قوى سياسية وشخصيات وطنية تطالب اجتماع لندن بالاتفاق على تدابير عاجلة لإيقاف حرب السودان
عواصم_ أفق جديد
وجهت كيانات واحزاب وشخصيات عامة رسالة إلى مؤتمر وزراء خارجية عشرين دولة يجتمعون الثلاثاء في العاصمة البريطانية لندن لبحث الحرب المستمرة منذ عامين ونتج عنها تدمير واسع للبنية التحتية في البلاد.
ودعت القوى الموقعة على البيان وزراء الخارجية إلى الاتفاق على تدابير عاجلة تضمن حماية المدنيين في مناطق السودان كافة.
فيما يلي نص الرسالة:
أصحاب المعالي وزراء الخارجية المشاركين في مؤتمر لندن،
نحن، القوى السياسية والمدنية والمهنية والنقابية والمجتمعية السودانية الرافضة للحرب، نتوجه إليكم في هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا جراء حرب الخامس عشر من أبريل، آملين أن يكون مؤتمركم فاتحة لاستجابة دولية منسقة لمعالجة الكارثة الإنسانية والوطنية التي يعانيها السودان، وأن ينتهي بقرارات عملية تدعم وقف الحرب، وتخفف المعاناة، وتفتح أفقًا جديدًا للحل السياسي العادل.
إنّ المجتمع الدولي الذي تمثلونه يقع على عاتقه دور محوري في المساعدة على إنهاء هذه الحرب الكارثية التي يتعرض لها شعبنا.
لقد مضى عامان من الحرب حصدت خلالها مئات الآلاف من أرواح السودانيين، مدنيين وعسكريين، وشُرّد الملايين بين لاجئين ونازحين. دُمرت البنية التحتية لمؤسسات الدولة والممتلكات العامة والخاصة، وخلفت مآسي غير مسبوقة، وضربت النسيج الاجتماعي نتيجة تصاعد خطاب الكراهية والعنصرية والتحريض الإثني والتطرف، مما يهدد بتقسيم السودان وانتشار الفوضى والصراعات في الإقليم بأسره.
انطلاقًا من مسؤوليتنا الوطنية، نرى أن مؤتمركم هذا يمثل لحظة فارقة نحو معالجة الأزمة السودانية، ونقدّر عاليًا دور المملكة المتحدة في استضافة وتنظيم هذا المؤتمر بالتعاون مع وزراء خارجية أكثر من عشرين دولة والمنظمات الدولية والإقليمية، وإذ نرحب بانعقاد هذا المؤتمر، نؤكد بأعلى صوتنا أن لا شرعية لهذه الحرب، وأنها فرضت على شعبنا قسرًا، وأنها قد اتسمت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، بما في ذلك القتل على أساس الهوية والانتهاكات الواسعة النطاق، فيما لا تزال نيرانها مشتعلة فوق رؤوس المدنيين الأبرياء.
إنّ قطاعات واسعة من شعبنا تنظر إلى مؤتمركم هذا بأمل وتفاؤل كبيرين بأن يكون خطوة لإسكات صوت البنادق، وتمهيد الطريق نحو الحل السياسي الشامل العادل، واستعادة الحكم المدني الديمقراطي.
وفي هذا السياق، نضع بين أيديكم مطالب ومقترحات نأمل أن تحظى بالتبني في هذا المؤتمر:
1. الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار دون شروط مسبقة، مع ضمان حماية المدنيين.
2. تشكيل آلية تنسيق دولية بين حضور الاجتماع لتعمل بشكل مستمر ومنسق لإنهاء الحرب في السودان.
3. تنظيم مؤتمر مانحين لجمع الموارد اللازمة لسد فجوة التمويل التي تعاني منها جهود توفير الإغاثة في السودان، واتخاذ تدابير تعزز الوصول الإنساني دون عوائق عبر جميع أنحاء السودان.
4. الاتفاق على تدابير عاجلة تضمن حماية المدنيين في مناطق السودان كافة.
5. الالتزام بدعم آليات دولية للتحقيق في فظائع الحرب، وضمان مساءلة مرتكبي الجرائم وانتهاكات القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان عبر آليات دولية فعالة.
6. دعم مسار سياسي سوداني شامل بقيادة مدنية، يفضي إلى إحلال السلام المستدام ومعالجة الأسباب الأساسية للنزاعات في السودان عبر الحوار الصادق الشفاف.
ختاماً
إنّ هذه الحرب الإجرامية يجب أن تتوقف. وآن الأوان لكي يتحرك المجتمع الدولي بشكل أكثر حزمًا وفعالية لدعم إرادة شعب السودان في السلام والحرية والعدالة. نناشدكم ألا تكتفوا بالتعبير عن التضامن، بل أن تتخذوا قرارات شجاعة تقرّب السودان من الخلاص من هذه الكارثة، وتفتح أمامه طريق المستقبل الذي يستحقه شعبه الأبي.
مع فائق التقدير والاحترام،
القوى السياسية والمدنية والنقابية والمجتمعية السودانية الرافضة للحرب