“أم درمان تُحتضر” مرة أخرى

وسيلة حسين

تجددت معاناة المواطنين بصورة فادحة في مدينة أم درمان مرة أخرى، بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة وخروج محطة المرخيات الرئيسة عن الخدمة، منذ ظهر الثلاثاء 8 أبريل، الذي نجم عن هجوم مكثف بالمسيرات على سد مروي شمال البلاد خلف إظلامًا واسعًا في مدن السودان المختلفة.

أصاب انقطاع الكهرباء المدينة، التي تشهد معارك متقطعة في غربها، بالشلل التام وتأثرت قطاعات المياه ومرافق الخدمات العامة والأسواق، وطلمبات الوقود التي شهدت تعثرًا في تقديم خدمة التزود بالوقود وزيادة في صفوف العربات في محيطها.

“نجلب مياه الشرب على رؤوسنا من مسافات بعيدة داخل الحي”. تقول الحاجة فاطمة، وهي نازحة إلى منطقة كرري، ومن ثم تضيف في حديث إلى “أفق جديد”: “بعد أن نحضر المياه نخرج مرة أخرى بحثًا عن الحطب لنيران الطبخ، وكنا نطبخ بمواقد الكهرباء في أمان الله”.

ويخبر عادل عثمان من قاطني مدينة الثورة أن سعر جركانة المياه بلغ (1000) جنيه، وتباع بعربات تجرها الدواب وبواسطة “تناكر” صالحة للشرب.

ويضيف في حديثه مع “أفق جديد”: “ننفق ساعات طويلة للحصول على مياه قليلة تسد حاجة اليوم”.

ورصدت “أفق جديد” حركة دؤوبة للحصول على مياه الشرب، عبر دفارات وتكاتك ووقوف المواطنين أمام حنفيات صغيرة للتزود بالمياه وسط درجات حرارة مرتفعة.

وامتدت معاناة السكان في الحصول على الخبز حيث تعمل المخابز بأقل من قوتها التشغيلة متأثرة بانقطاع الكهرباء لأيام. ويخبر أيمن، وهو صاحب مخبز بمنطقة ود البخيت في حديثه مع “أفق جديد” أن مخبزه ينتج نصف الكمية من الخبز فقط. “لا نستطيع عجن الدقيق بالمياه المثلجة، مما يقلل من إنتاجية العجين”. ويضيف: “غياب الكهرباء شل المدينة بالكامل”.

بدورها تقول التلميذة وعد الهادي إنها تستذكر دروسها بصعوبة عقب إعلان جدول امتحانات شهادة الأساس بتاريخ 27 أبريل الجاري: “نعود للبيت متأخرين، يحل الظلام سريعًا قبل أن أكمل المذاكرة”.

ووعدت السلطات، في تصريحات صحفية منذ اليوم الأول، باستعادة الكهرباء في مدينة أم درمان خلال ساعات، لكن انقطاع الكهرباء استمر لأيام، حيث يتجمهر عشرات المواطنين أمام محال تجارية ومولدات كهربائية تعمل بالوقود لشحن هواتفهم النقالة، وفي هذا الصدد تخبر إحدى قاطنات المدينة أن سعر شحن الهاتف الجوال بلغ (1000) جنيه.

ويقول سائق ركشة إن أزمة الوقود في تصاعد جراء تدفقه ببطء في الطلمبات، محذرًا من ضرب تناكر الوقود بمسيرات تتبع للدعم السريع: “لم أتزود بالبنزين منذ يومين، تنقلت بين عدة طلمبات لكنها تغلق في اللحظة الأخيرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى