في حضرة صاحب الروزنامة

طاهر المعتصم
طاهر المعتصم

السبت

أمسية الخامس عشر من أبريل الماضي، بمناسبة ذكرى مولد الأستاذ كمال الجزولي، تنزلت عليه شآبيب الرحمة، أقام مركز الفكر الحر والثقافة والتنوير، أولى فعاليات (روزنامة كمال الجزولي)، أتى أصدقاؤه يقطعون الأسافير من كل حدب وصوب، لم تعطلهم فروقات التوقيت في قارات العالم المختلفة، فصاحب الروزنامة يستحق الوقوف لأجله، قدم الفعالية مجدي النعيم مستذكرًا الشاعر والمفكر والكاتب الصحفي والروائي والباحث ورئيس اتحاد الكتاب وغيرها من صفات كمال الجزولي، مؤكدًا على جسارته في مواجهة السلطة ومجافاة إغرائها، ثم تقدم أول المتحدثين بروفيسور عبدالله علي إبراهيم، واصفًا الراحل بالسعة التي تجعله يشبه الأنبياء، مشبهًا إياه بالحالة والطاقة، دكتورة لمياء شمت وصفت الروزنامة بالمنجم، وأوصت بالرواية الأخيرة لكمال الجزولي (قيامة الزئبق) وأسلوبها السردي، عبد المنعم الجزولي شقيقه بدأ بأن اسمه كمال الدين عوض الجزولي، وكيف كان مدخله إلى معرفة الشاعر الكبير المجذوب، وكيف كان شخصًا استثنائيًا بنيانًا يستظل به ومساهماته القانونية وإرساء دراسة حقوق الإنسان، صوت الجسارة.. كان احتفاء بميراث كمال الجزولي في الكتابة والمقاومة، التسجيل كاملًا موجود على اليوتيوب.

الأحد

مزرعة الحيوان والكيزان، رواية جورج أوريل ذائعة الصيت، عن تحكم الحزب في توجهات الرأي العام، وعن سرديات الكيزان، حزب المؤتمر الوطني أو جماعة الإخوان المسلمين في السودان، صديقنا حسام أبو الفتح، أجرى مقاربة رائعة بين المزرعة والإخوان في السودان، متتبعًا سردياتهم المضللة قبل الحرب وبعدها بعد أن عادوا من شباك الحرب، وكيفية بناء انحيازات الجمهور، وتوجيه الرأي العام لما يخدم أهدافهم من الحرب الجارية في السودان، ابتدأ من حرب خاطفة ضد مليشيا تمردت إلى مواجهات إقليمية ودولية، دون تحمل عبء تأسيس المليشيا أو إرسالها لحرب اليمن، وتوثيق علاقاتها مع الدول المشاركة، وعد حسام بنشر المقاربة كاملة على صفحات مجلتكم (أفق جديد).

الاثنين

الشاهد الأول ضد بن لادن – جمال الفضل سوداني هز القاعدة، كتاب هام عن الجاسوسية، صدر عن منشورات عندليب، للكاتب محمد عبدالعزيز، الكتاب في 246 صفحة، يوثق رحلة عضو تنظيم القاعدة ما بين الانتماء للتنظيم الإسلامي المتطرف، وما بين تحوله إلى جوهرة للمحققين، بعد إعطاء صورة كاملة عن تنظيم القاعدة، وشهادته التي أكملت عريضة الاتهام ضد أسامة بن لادن، محمد عبدالعزيز بخلفيته الصحفية، نجح في كتابة تحقيق استقصائي بديع عن الشاهد الأول ضد بن لادن، معززًا الكتاب بوثائق هامة ومستصحبًا التحقيقات التي أجرتها السلطات، وما ورد في أضابير المحاكم، في تقديري أن الكاتب فتح أعيننا على حقبة حكم الثلاثين عامًا الإنقاذية، وكيف نمت شبكات التطرف في بلاد النيلين والصحراء.

الثلاثاء

مرتضى الغالي وكتب جديدة

كان الثالث من مايو الجاري الموعد مع الدكتور مرتضى الغالي الصحفي والأكاديمي والكاتب، في صالون الإبداع للثقافة والتنمية بالتعاون مع مركز الفارابي للدراسات، وذلك لتدشين ثلاثة كتب جديدة للدكتور مرتضى الغالي، الكتب هي (الدراويش الطرابى لمحات من فن الغناء السوداني)، يتناول فيه نماذج من شعراء سودانيين لم يجدوا حظهم من الأضواء، والكتاب الثاني (الحاردلو صائد الجمال) وثالث الثلاثة (العبادي تجليات العبقرية الشعبية)، الصادرة عن دار النخبة شارع 26 يوليو، تألقت الأستاذة الكبيرة أسماء الحسيني في تقديم الليلة، واستعرض الكاتب الكتب الثلاثة، وقدمت الدكتورة أروى الربيع قراءات في الإصدارات الثلاثة، وأعقبها الأستاذ نادر السماني أمين عام اتحاد الكتاب السودانيين بمزيد من الإضاءات، واختتم الشاعر الكبير عبدالمنعم الكتيابي الليلة، التي ازدحمت فيها قاعة التدشين، بحضور نوعي شمل قادة الأحزاب السياسية والإعلاميين وغيرهم من المهتمين بكتابات مرتضى الغالي.

الأربعاء

شهدت قاعة ايورت التذكارية بالجامعة الأمريكية بميدان التحرير في قاهرة المعز، التأبين الكبير لشاعر الأمة السودانية ومفكرها السفير محمد المكي إبراهيم، في ليلة كان عنونها (أمتي)، عنوان أحد أهم دواوين الراحل المقيم، اختتمت لجنة التأبين فعاليتها المتعددة بهذه الليلة في الرابع من مايو الجاري، وسط مشاركة سودانية ومصرية كبيرة، قدم الحفل الدكتور أكرم الشحات. ونال الاستحسان وهو يقول من قلب القاهرة من ميدان التحرير هنا الخرطوم، وكان لأداء قصيدة (أكتوبر الأخضر) أثر بالغ لدى الحضور، وقدمت عدد من العروض المسرحية منها (بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت)، القصيدة المعروفة لود المكي، حرم شاعر الأمة السيدة سمية إبراهيم قدمت كلمة رائعة عن رفيق دربها اختتمتها بقصيدته (جيلي أنا).

الخميس

غطت هجمات المسيرات التابعة للدعم السريع على العاصمة الإدارية المؤقتة (بورتسودان) على مدى أيام على الهواء الساخن الذي تبودل على الهواء مباشرة، ما بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش الفريق البرهان، ونائبه رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال مالك عقار، وإنكار رئيس حركة العدل والمساواة وزير المالية المكلف جبريل إبراهيم، وكان البرهان في مؤتمر للخدمة المدنية انتقد المحاباة في تعيين الوزراء لأقاربهم في الوظيفة العامة، ورد عقار كاشفًا عن من أسماه (الولد)، الذي امتلك خلال سنتي الحرب شقتين بالقاهرة وثالثة بتركيا وقطعة أرض مميزة ببورتسودان، ونفى جبريل في لقاء مع أحمد طه أن يكون المعني بالاتهامات، أما لسان حال المواطن إذا كان رئيس المجلس ونائبه يشتكون فمن يحسم الفوضى الضاربة بأطنابها، وكيف تتوقف المسيرات عن الهجوم، ومتى تتوقف الحرب التي أثرت البعض واغتنى منها.

الجمعة

يروي شاعرنا عالم عباس في إحدى مشاركاته في الروزنامة قائلاً: “في العشرين من مايو 1916م، جلس السلطان علي دينار على كرسيه مهمومًا، مترقبًا أن تأتيه عيونه المنتشرة على الطريق بأنباء تقدم الإنجليز نحو «برنجية»، حيث يتمركز القائد رمضان بُرّة، أهم قواده وأكثرهم إخلاصًا، ويتذكر السلطان، في لحظة ندم، بقية قواده الذين نكل بهم، قتلًا أو نفيًا، في نوبات غضب وشكوك، وكم هو محتاج، الآن، إلى حنكة تدبيرهم، ومهارتهم، وشجاعتهم. في هذه اللحظات الحرجة دخل إليه «الموقاي»، وحين أبصره في هذه الحالة العصيبة، قال قولته المشهورة التي صارت مثلاً: «سيدي الله ينصرك، قطعتو الجذول، وتَوََاً شتا جي»! أي: يا سيدي السلطان، قطعتم جذول الشجر التي كنتم ستستدفئون بها إذا جاء الشتاء، وها قد جاء الشتاء!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى