استفهامات عالقة
كيف تحول تاجر مخدرات إلى قائد مليشيا؟
ما حجم النفوذ الذي كان يتمتع به الككلي؟
لماذا يشكل مقتله تهديدًا للأمن في طرابلس؟
ما هي تداعيات مقتله على حكومة الوفاق؟
أرقام ووقائع
14 عامًا قضاها الككلي في السجن حي أبو سليم (مركز نفوذه الرئيسي)
مطار معيتيقة تم إخلاؤه تحسبًا للاشتباكات
طرابلس – افق جديدَ
في تطور خطير أعاد العاصمة الليبية إلى أجواء المواجهات المسلحة الواسعة، قُتل، مساء الإثنين، رئيس جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي، المعروف بـ”غنيوة”، في ظروف لا تزال غامضة..
ويعتبر قائد ميليشيا جهاز الدعم والاستقرار عبد الغني الككلي، المعروف بـ “غنيوة”، أحد أكثر قادة الميليشيات نفوذًا في العاصمة الليبية طرابلس، حيث إنه أحد أبرز أذرع ميليشيا حكومة الوفاق، ومن زعيم الجماعة الليبية المقاتلة الحكيم عبد بلحاج.
وغنيوة من مواليد مدينة بنغازي، وانتقل إلى طرابلس برفقة عائلته وهو صغير، وانقطع عن الدراسة باكرا، وعمل في صغره مع أبيه في مخبز النصر في حي أبو سليم الشهير في طرابلس، قبل أن يلج عالم الانحراف وهو مراهق من خلال علاقاته بعصابات بيع المخدرات والخمور المهربة. وفي إحدى الليالي حدثت مشادة بينه وآخرين نتج عنها جريمة قتل أدين فيها غنيوة، وحكم عليه بالسجن 14 عاما، وخرج من السجن عقب سقوط نظام القذافي حيث التقى في السجن بمجموعات الجماعة الإسلامية المقاتلة وتأثر بهم.
وبعد الإطاحة بنظام القذافي، استغل غنيوة الوضع -كبلطجي معروف وسجين جنائي سابق ومسجل خطر- لتكوين مجلس عسكري وكان هو رئيسه وادعى أنه سيحارب الفساد وتجار المخدرات.
وأسس سجنا يشرف عليه بنفسه ويرمي فيه من شاء من أبناء المنطقة وكل من يقع تحت يد ميليشيات الككلي، وقد تظاهر لتحقيق ذلك بالتدين والاقتداء بالسلف الصالح.
وباتت ميليشيا “الأمن المركزي”، إحدى أهم المجموعات المسلحة في العاصمة طرابلس وعنصرا مهما في المعادلة الأمنية والعسكرية غرب ليبيا، وتتمركز في حي أبو سليم الذي يعد مركزا للإجرام وتجارة المخدرات والخمور، حيث تدّعي أنها تعمل على حفظ الأمن في هذه المنطقة.
وشاركت ميليشيا غنيوة في طرد مسلحي مصراتة من غرغور، وشاركت مع منظومة فجر ليبيا في طرد الصواعق والقعقاع بالتعاون مع مصراتة وبعض الكتائب في طرابلس وقامت المجموعات التابعة له بطرد السكان المنحدرين من قبيلة الزنتان وحرق منازلهم وأقحم مدينة ككله في الحرب.
كما تورط الككلي في تصفية عدد من خصومه وتمكن من أن يتحول إلى رقم صعب في العاصمة بالاعتماد على بنادق مسلحيه وبسيطرته على أكبر حي شعبي بطرابلس وهو حي بوسليم ، كما عرف عنه القدرة على اللعب على موازين القوى وتقربه من عبد الرؤوف كاره حيث يتميز الرجلان باستغلال جبة الدين لتحقيق أهدافهما في مدّ نفوذهما الأمني والعسكري.
ونصبت حكومة الوفاق الوطني المحسوبة على الاخوان المسلمين الككلي رئيسا لما يسمى جهاز دعم الاستقرار حتى أصبح أحد أعمدة السلطة الموازية في طرابلس، وفرض نفوذه في مناطق استراتيجية مثل أبو سليم والهضبة.
ومنذ مقتله الغامض عشية الإثنين دخلت العاصمة الليبية طرابلس في مواجهات عنيفة بين المليشيات المتنافسة على النفوذ في العاصمة الليبية.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور يُزعم أنها توثق تصفية الككلي ومرافقيه داخل المعسكر، ما يعزز المخاوف من اتساع المواجهات، خصوصاً في الأحياء المكتظة بالسكان.
وفي تطور لاحق شهد مطار معيتيقة عمليات إخلاء للطائرات المتواجدة فيه ونقلها الى مطارات مصراتة وبنغازي، خوفاً من اندلاع اشتباكات مسلحة في محيط المطار بعد مقتل الككلي وانفلات الوضع الأمني.
ويُعد مقتل الككلي ضربة قوية لحكومة الوحدة الوطنية –مقرها طرابلس– التي اعتمدت عليه طويلاً كأحد أدوات الضبط الأمني غير الرسمية.