حوار بناء لقوى نقابية ومهنية ومدنية

يعد مؤتمر الحوار السوداني المدني الذي نظمته لجنة تأبين عميد الصحفيين السودانيين محجوب محمد صالح ومشروع التراث الثقافي للمهاجرين واللاجئين بالجامعة الأمريكية في القاهرة، الأكبر من نوعه بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023. 

 

شهد المؤتمر مشاركة واسعة من ممثلي الكيانات النقابية والمهنية والمدنية، بما في ذلك نقابة الصحفيين السودانيين، 

اللجنة التسييرية لنقابة المحامين، اللجنة التسييرية لاتحاد عام المهندسين، اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء

 

قدم في  المؤتمر 10 أوراق عمل غطت مجالات عمل هذه المجموعات، وكشفت عن حجم الدمار الذي طال البلاد جراء الحرب بالأرقام والإحصاءات.

 

 يهدف المؤتمر إلى 

إطلاق حوار عملي وعلمي بين المتخصصين في مختلف المجالات، وتقديم رؤى سودانية لكيفية إعادة بناء وإعمار ما دمرته الحرب.

كما يهدف إلى تعزيز العمل الجماعي لإنهاء الحرب وإزالة أسبابها، و

تجهيز تصورات لإعادة البناء والإعمار في كافة المجالات. 

 

  يخلص النقال إلى أن هذا المؤتمر يمكن أن يكون خطوة هامة نحو إعادة بناء السودان وإعماره بعد الحرب، من خلال تعزيز الحوار والعمل الجماعي بين مختلف الكيانات والمهنية والمدنية.

=‫====‬

 

حوار بناء لقوى نقابية ومهنية ومدنية

 

وائل محجوب

وائل محجوب 

* اختتمت بالعاصمة المصرية القاهرة الاثنين الماضي فعاليات مؤتمر الحوار السوداني المدني، حول آثار وتداعيات الحرب ورؤى إعادة البناء والإعمار، الذي نظمته لجنة تأبين عميد الصحفيين السودانيين محجوب محمد صالح، ومشروع التراث الثقافي للمهاجرين واللاجئين بالجامعة الأمريكية.

* المؤتمر الذي استمر ليومين “١٨-١٩ مايو الجاري” يعد الأكبر من نوعه، بعد اندلاع الحرب في ١٥ أبريل ٢٠٢٣م، وبمشاركة واسعة لممثلي كيانات نقابية ومهنية ومدنية، حيث شارك فيه، وحضره ممثلون لكل من:

نقابة الصحفيين السودانيين، اللجنة التسييرية لنقابة المحامين، اللجنة التسييرية لاتحاد عام المهندسين، اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، لجنة المعلمين، تجمع أساتذة الجامعات، الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الزعيم الأزهري، لا لقهر النساء، والتحالف النسوي “منسم”، والاتحاد النسائي، واتحاد تجمع الفنانين السودانيين بمصر، بالإضافة لخبراء في مجالات الثقافة وحماية التراث، العون الإنساني، ومنظمات المجتمع المدني.

* وقدمت خلال جلسات المؤتمر ١٠ أوراق عمل غطت مجالات عمل هذه المجموعات المختلفة، وكشفت عن حجم الدمار والخراب الذي طال البلاد جراء الحرب بالأرقام والإحصاءات، كما طرح رؤى لكيفية إعادة بناء وأعمار الحرب، والدور المطلوب للعمل الجماعي لإنهائها، وهي كتوصيات تصلح أساسًا يمكن البناء عليه وصولًا إلى رؤية شاملة وفي كافة المجالات ما بعد الحرب.

* وتأتي أهمية هذا المؤتمر من كونه الأول الذي يجمع كل هذه الجهات، باختلاف كياناتها ومواقعها، ودشن حوارًا عمليًا وعلميًا بين متخصصين في شتى المجالات، ظل مفقودًا في الساحة العامة منذ اندلاع الحرب في ١٥ أبريل ٢٠٢٣م، وقدم المشاركون مسحًا للآثار الكارثية التي سببتها الحرب في مختلف مجالات وأوجه الحياة، وقد شهد المؤتمر نقاشات مطولة من الحضور، كما بعث الأمل في وجود رؤى سودانية لكيفية إعادة بناء وإعمار ما دمرته الحرب.

* لقد طرح في مفتتح هذا المؤتمر سؤال هام ما إذا كانت هناك جدوى في اجتراح مثل هذه التصورات في ظل استعار الحرب، وقد أجاب المؤتمرون عن هذا السؤال بأن مطلب امتلاك رؤية سيظل حاضرًا ومشروعًا، ليتجاوز الناس حالة الضعف التي لازمت القوى المدنية وعدم امتلاكها لرؤى للتعامل مع مختلف الاوضاع السائدة في الوطن، وذلك لا يعني البقاء والانتظار لحدوث معجزة توقف الحرب الطاحنة، إنما يمكن العمل على المسارين، مسار العمل على إنهاء الحرب وتقديم تصورات لإزالة أسباب الحرب من جهة، ومسار ثانٍ لتجهيز تصورات لإعادة البناء والإعمار لما دمرته الحرب في كافة المجالات على أيدي مختصين من الكفاءات الوطنية، والعمل على تحقيق شعارات وأهداف ثورة ديسمبر واستعادة مطالبها المشروعة في الحكم المدني الديمقراطي.

* إن هذا المؤتمر يفتح الباب أمام الجميع، لمغادرة محطات اليأس والإحباط، واستعادة أدوارهم الوطنية الغائبة والمغيبة، بسبب هيمنة وعلو أصوات المنادين باستمرار الحرب، وذلك الدور هو الترياق المضاد لدعاوى الحرب والاقتتال، الذي يقطع الطريق على خطابات الكراهية واستشراء النعرات القبلية والعنصرية، التي ستقود لتفكيك البلاد وهدم أسس وحدتها.

وائل محجوب

كاتب صحفي ومحلل سياسي معتمد لدى العديد من القنوات الفضائية العربية وله مساهمات نظرية في القوانين المنظمة لمهنة الاعلام، وقدم العديد من أوراق العمل والبحوث في محاصرة خطاب الكراهية وأخلاقيات مهنة الصحافة عمل مديرا لتحرير صحيفة الأيام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى