معارك كسر العظم.. واستباق الخريف..!
بقلم : وائل محجوب
- انتقلت المعارك وبشكل أكثر ضراوة وشراسة ودموية، لتخوم كردفان ودارفور، وهو ما كان متوقعا منذ استعادة القوات المسلحة والقوى المساندة لها لولايات سنار والجزيرة والخرطوم، حيث كانت الاستراتيجية العسكرية المتبعة واضحة، وهي ممارسة ضغط عسكري كبير، ومن عدة محاور، لدفع قوات الدعم السريع للانسحاب غربا، وتحويل مسار المعركة، لما يفترض انها مواقع الحواضن الاجتماعية لعناصر قواتها، ومن ثم خوض معارك كسر العظم في تلك الانحاء، وتأمين شرق ووسط وشمال السودان.
- ورغم استخدام الطائرات المسيرة وتنفيذ عمليات عسكرية استهدفت مواقع استراتيجية بعدد من المناطق ببورتسودان، التي تمثل العاصمة الإدارية حاليا، ومناطق أخرى بشرق ووسط وشمال البلاد، الإ أن ذلك لم يفض لتغيير حقيقي، في مسار المعارك على الأرض، حيث تواصلت المعارك في غرب البلاد.
- وقد شهدت مناطق “الدبيبات” و”الخوي” سقوط أعداد كبيرة من قتلى العمليات من كافة المجموعات، وفقدت القوات المسلحة مجموعة من أصحاب الرتب الكبيرة والمواقع القيادية العسكرية، من قيادة متحركها لتحرير كردفان ودارفور، مما يشير لحجم المعارك التي شهدتها تلك المناطق.
- تصاعد العمليات العسكرية خلال هذه الفترة، هو عملية مدروسة من قبل الدعم السريع وحلفائه، الهدف منها تعديل خارطة السيطرة على الأرض قبل حلول فصل الخريف، الذي يؤثر على العمل العسكري، ويؤدي لإبطائه أن لم يكن توقفه، وسيتم توسيع نطاق العمليات في أكثر من محور، سوأ من خلال التقدم باتجاه الابيض عاصمة شمال كردفان، أو ام روابة لقطع طريق الدلنج، وفتح المجال أمام قوات الجيش الشعبي، للتوغل في مناطق ولاية جنوب كردفان، وأحكام السيطرة على هذه المناطق قبل حلول الخريف، يعني ضمان بقائها بأيدي هذه القوات لفترة من الزمن دون قلق من التصعيد المضاد.
- وهذه العمليات لديها هدف سياسي هو تمهيد الأرض لاعلان حكومة تحالف سياسي، وهي عملية تعطلت ليس بسبب ردود الأفعال الخارجية التي عبرت عن نفسها بمجرد الاعلان عن الإتجاه لتشكيلها، انما بسبب الهزائم العسكرية والتراجع الميداني لقوات الدعم السريع خلال الفترة الماضية، والذي أضعف إتجاه تشكيل الحكومة في مهده.
- تتصاعد وتتفاعل هذه التطورات العسكرية بما تحمله من جرائم وانتهاكات وفظائع، تلاحق المدنيين والعسكريين على حد سوأ، في ظل انسداد كامل لأفق الحلول السياسية الداخلية والخارجية لوقف نزيف الحرب، وفي ظل رغبة اطرافها المعلنة كل في استئصال الآخر وتدميره، ووسط انصراف كامل اقليمي ودولي عما يجري في السودان، الذين يتخطف الجوع والأوبئة مثل الكوليرا وغيرها أرواح الألاف من السودانيين، ولا صوت يعلو خلاف صوت الموت والدمار والخراب.