من رحم المعاناة ..

مدرب السودان يتفوق على عمالقة غانا ويحصد الذهب!

 

أكرا – أفق جديد 

 

في ليلة احتفالية استثنائية لكرة القدم الغانية، توّج كواسي أبياه، المدير الفني للمنتخب السوداني، بجائزة أفضل مدرب غاني لعام 2025، خلال حفل جوائز “أفضل مدرب في أفريقيا”، الذي أُقيم في قاعة “جراند أرينا” بمركز المؤتمرات في العاصمة الغانية أكرا. جاء هذا التكريم تتويجًا لعام حافل بالإنجازات اللافتة، خاصة مع منتخب السودان، الذي يشهد صحوة كروية غير مسبوقة تحت قيادته.

لم يكن فوز أبياه بالجائزة مفاجئًا للمراقبين، فقد قاد المنتخب السوداني إلى إنجاز تاريخي تمثل في التأهل إلى كأس الأمم الأفريقية 2025 بالمغرب، وذلك في ظل ظروف قاسية يعيشها السودان نتيجة الحرب والنزاعات الداخلية، والتي أثرت على البنية التحتية للرياضة بشكل عام.

ورغم هذه الظروف الصعبة والقاسية ، استطاع أبياه أن يصنع من منتخب “صقور الجديان” فريقًا صلبًا ومنافسًا شرسًا، تغلب على منتخبات قوية أبرزها منتخب بلاده السابق غانا، الذي حل خلف السودان في ترتيب المجموعة المؤهلة.

وقد وصف محللون أداء السودان بـ”الملحمي”، نظرًا للتماسك التكتيكي والروح القتالية التي زرعها المدرب الغاني في لاعبيه، رغم قلة الموارد وعدم انتظام الدوري المحلي.

لم تتوقف مسيرة أبياه عند حدود التأهل الإفريقي، بل امتدت إلى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026. فخلال ست مباريات في التصفيات، حصد السودان 12 نقطة، بفارق نقطة واحدة فقط خلف المتصدر جمهورية الكونغو الديمقراطية، ليُبقي آمال السودانيين حيّة في الظهور الأول في تاريخهم بكأس العالم.

ويُعد هذا التقدم دليلاً واضحًا على أن مشروع أبياه مع السودان ليس وليد الصدفة، بل خطة طويلة المدى لصناعة منتخب قادر على المنافسة القارية والعالمية.

 

تفوق على كبار المدربين

جاء فوز أبياه بالجائزة بعد منافسة مع مدربين محليين قدموا مواسم قوية في الدوري الغاني، أبرزهم فريمبونج مانسو (مدرب بيبياني جولد ستارز)، وكاسيم أوكانسي (مدرب نيشنز إف سي)، وفيفي باركر هانسون (مدرب جولدن كيكس). إلا أن تأثير أبياه الإقليمي مع منتخب خارج حدود بلاده كان كافيًا لترجيح كفته.

رغم أن الحفل احتفى بكوكبة من النجوم الغانيين، مثل توماس بارتي (لاعب العام)، ورزاق سيمبسون (أفضل لاعب محلي وهدف العام)، فإن الإنجاز السوداني ظل حاضراً بقوة، خاصة مع الإشادات التي تلقاها أبياه من عدد من الحاضرين الذين اعتبروا أن ما قدمه مع السودان يمثل “نموذجًا يُحتذى به في تجاوز الصعاب بالإرادة والتخطيط”.كما أنه يُعد نقطة تحول في كرة القدم السودانية، وقد يكون بداية لمسيرة استثنائية نحو كأس العالم 2026، وهو ما يحلم به الجمهور السوداني في الداخل والشتات.

Exit mobile version