تحالف “صمود” يطرح رؤية شاملة لوقف الحرب وإعادة بناء السودان
أفق جديد
أعلن التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” وثيقته السياسية التأسيسية بعنوان “رؤية سياسية لإنهاء الحروب واستعادة الثورة وتأسيس الدولة”، مقدماً خارطة طريق طموحة لإنهاء الصراع الدامي وإرساء أسس دولة مدنية ديمقراطية في السودان.
*تشخيص الجذور ووصمة الحرب:*
وصفت الوثيقة الحرب الدائرة منذ أبريل 2023 بأنها “حرب لتصفية ثورة ديسمبر المجيدة” وقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي، مشيرة إلى جذورها في سياسات نظام الإنقاذ الذي “حوّل الدولة إلى أداة قمعية” وكرس الإقصاء وعسكرة البلاد وأشعل النزاعات، وخلّف “أكبر وصمتي عار: تقسيم البلاد والإبادة الجماعية في دارفور”. وأكدت أن الحركة الإسلامية أشعلت شرارة الحرب الحالية لاستعادة هيمنتها.
*مواجهة الكارثة الإنسانية أولوية:*
صنّفت الرؤية الحرب بأنها تسببت في “كارثة إنسانية غير مسبوقة” هي “الأكثر فداحة عالمياً”، ودعت لاتخاذ إجراءات عاجلة تشمل:
* تعيين منسق إنساني إقليمي تابع للأمم المتحدة.
* دعم آليات الحماية المجتمعية المحلية.
* وقف استخدام الاتصالات كسلاح حرب.
* توفير الاحتياجات الأساسية للنازحين واللاجئين.
* محاسبة مرتكبي جرائم الحرب عبر توسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية ليشمل كامل السودان.
* تجفيف موارد الحرب بتوسيع حظر الأسلحة ليشمل كل أنحاء البلاد.
*أسس الدولة الجديدة:*
أكدت الرؤية على مبادئ أساسية لإعادة تأسيس الدولة، أبرزها:
* *وحدة السودان وسيادته الكاملة.*
* *سلطة مدنية خالصة* خلال الفترة الانتقالية دون مشاركة العسكريين، مع اعتبار الشعب المصدر الوحيد للسلطة.
* *دولة مدنية فيدرالية* تفصل بين الدين والدولة، وتقوم على *المواطنة المتساوية* دون تمييز.
* *توزيع عادل للسلطة والثروة* بين الأقاليم لمعالجة المظالم التاريخية.
* *منظومة أمنية وعسكرية مهنية وقومية* موحدة، بعيدة عن السياسة والاقتصاد، وتخضع للسلطة المدنية.
* *عدالة انتقالية شاملة* تضمن المحاسبة وجبر الضرر والمصالحة وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية.
* *تفكيك تمكين نظام الإنقاذ وانقلاب أكتوبر* ومصادرة ممتلكات المؤتمر الوطني المحلول وواجهاته ومنع نشاطه السياسي.
* *محاربة الفساد* واسترداد الأموال المنهوبة وبناء اقتصاد منتج.
*مسار السلام: ثلاث مسارات لا بديل عنها:*
رفضت الرؤية الحل العسكري وطالبت بإطلاق عملية سلام سودانية القيادة عبر مسارات متزامنة:
* *مسار إنساني:* لإنقاذ المدنيين ووصول المساعدات.
* *مسار وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الدائمة.*
* *مسار سياسي:* لحوار وطني شامل يخاطب جذور الأزمة ويؤسس لسلام مستدام.
وتهدف العملية لوقف دائم لإطلاق النار، وترتيبات دستورية، وإعادة بناء المؤسسة العسكرية، وتشكيل سلطة مدنية انتقالية كاملة الصلاحيات.
*فترة تأسيسية مدتها عشر سنوات:*
اقترحت الرؤية:
* *فترة انتقالية تأسيسية أولى (5 سنوات):* بقيادة سلطة مدنية انتقالية (مجلس سيادة رمزي، مجلس وزراء، جمعية وطنية تأسيسية بمجلسين) تركز على تثبيت السلام، الإغاثة، إعادة الإعمار، العدالة الانتقالية، وإصلاح مؤسسات الدولة.
* *فترة تأسيسية ثانية (5 سنوات):* تقودها حكومة منتخبة تكمل مهام التأسيس وتنهيها بانتخابات عامة.
*آليات التنفيذ:*
حدد التحالف آليات لتحقيق الرؤية:
* بناء جبهة مدنية عريضة لقوى الثورة والتحول الديمقراطي.
* حوار مباشر مع أطراف الحرب لحثهم على الحل السلمي.
* حشد الدعم الإقليمي والدولي للإغاثة وإيقاف الحرب ودعم إعادة الإعمار.
*خاتمة: دعوة للشعب والشركاء:*
اختتم التحالف بالدعوة لـ “حراك شعبي واسع ضد الحرب وقواها”، مؤكداً عزمه على “جعل هذه الحرب آخر الحروب في تاريخ السودان” وتأسيس “دولة الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية”. ومدّ يده للشركاء الإقليميين والدوليين للمساهمة في تحقيق السلام الذي “يسهم في استقرار المنطقة والعالم”.
*تأتي هذه الرؤية الشاملة في لحظة حرجة، كإطار عمل من القوى المدنية لمواجهة الانهيار وبناء إجماع وطني حول مخرج سياسي يوقف نزيف الدم ويعيد تأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة.*