رصاص العصابات يلاحق السودانيين في مخيمات فرنسا

دونكيرك – أفق جديد

وسط تصاعد حاد في أعمال العنف داخل مخيمات المهاجرين شمال فرنسا، أصبح المهاجرون السودانيون في مرمى النزاع الدموي بين شبكات تهريب البشر والمجموعات المسلحة، في مشهد بات أقرب إلى ساحة حرب مفتوحة.
ونقل موقع ـ”جي بي نيوز” عن مصدر امني رفيع أن الصراعات المسلحة التي تدور حول مخيمات دونكيرك وكاليه، لم تعد استثناءً بل تحوّلت إلى روتين دموي شبه يومي، موضحًا أن الكثير من هذه الاشتباكات يرتبط بصدامات بين عصابات تهريب كردية ومهاجرين أفارقة – بينهم عدد كبير من السودانيين.
وشهد مخيم “لون بلاج” القريب من دونكيرك، يوم السبت الماضي، حادثة مروّعة أسفرت عن مقتل مهاجر سوداني بالرصاص وإصابة خمسة آخرين، من بينهم امرأة وطفل صغير، وذلك بعد أن أطلق مهاجران النار على مأوى داخل المخيم باستخدام أسلحة نارية، بينها بندقية هجومية من طراز AK47.
وفي تطور آخر، تعرض عشرة مهاجرين لإطلاق نار في حوادث منفصلة خلال الأيام الماضية، قُتل اثنان منهم، في وقت لا تزال فيه السلطات الفرنسية تحقق في خلفيات الجرائم وتشتبه بوجود دوافع انتقامية من شبكات التهريب بحق مهاجرين يحاولون “اقتحام” القوارب دون دفع المال.
وقال المصدر الأمني إن بعض المهاجرين – خصوصًا من السودان وإريتريا – بدأوا بمحاولة فرض أنفسهم بالقوة على القوارب الصغيرة التي تنطلق من السواحل الفرنسية نحو بريطانيا، ما دفع المهربين إلى الرد بعنف.


وأشار إلى أن العصابات الكردية المسلحة تستهدف المهاجرين الأفارقة، وعلى رأسهم السودانيون، معتبرةً أن محاولاتهم للفرار دون دفع “الفدية” تمثّل تهديدًا مباشراً لنفوذها ومصالحها المالية.
وأضاف: “لم تعد هذه المعسكرات مجرد نقاط انتظار للهجرة، بل تحوّلت إلى بؤر صراع دموي مفتوح، ضحاياه في الغالب مهاجرون سودانيون لا حول لهم ولا قوة”.
وقد ألقت الشرطة القبض على مهاجر عراقي (29 عامًا) وآخر أفغاني (16 عامًا)، يُشتبه في تورطهما بإطلاق النار، بينما نُقل مهاجر سوداني إلى المستشفى بعد إصابته بطلق ناري في الرأس، وآخر في الركبة.
ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع تحوّل واضح في تعامل الشرطة الفرنسية، التي بدأت باتباع أسلوب أكثر شدة تجاه محاولات المهاجرين لعبور المانش نحو بريطانيا، وسط ضغط سياسي داخلي وتزايد الشكاوى من المواطنين في تلك المناطق الحدودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى