كتاباتي: عن أهمية المعرفة

كتاباتي: عن أهمية المعرفة

عثمان يوسف خليل

 

“الكتب ثروة مخبوءة، وميراث الأجيال والشعوب” — هنري ديفيد ثورو

مع إيقاع الحياة المتسارع والمشحون بويلات الحروب يجد الإنسان نفسه في حالة من عدم القدرة على التفكير، والتفكير المنطقي في تخطيط حياته بشكل طبيعي أو غير منطقي.. وقد يأتي من يسألنا (قراية شنو مع الوجع الحاصل ده)، السؤال قد يبدو منطقياً لشخص مثقف وقارئ أما الإنسان البسيط الذي طحنته هذه الحرب فلن يلقى له بالاً.. ولكي نرى نتائج ما حاولنا استنتاجه يلا بنا نشوف الحاصل..

 أهمية ومفهوم المعرفة:

من المعلوم للجميع أن المعرفة هي أساس التقدم الفردي والمجتمعي، فهي بلا شك تعمل على تّوسع آفاق الإنسان، وتعزيز قدرته على التفكير النقدي، وتمنحه الأدوات لفهم العالم الذي يعيش فيه وتعمل على تحسين ظروف حياته. أضف إلى ذلك أنها تُعتبر جسرًا بين الماضي والحاضر، حيث تُحفظ تجارب الأجيال السابقة في الكتب الورقية او تلك التي عملت  التكنولوجيا على اكتشافها لتصبح مصدر إلهام وتعلّم للأجيال اللاحقة.  وقد عمدنا أن نشير إلى نظرية هنري ديفيد لتروا أننا قدمناها لنلتمس منها الحكمة التي قالها عن أهمية الكتب، ووصفها بأنها ثروة مخبوءة وميراث لكل الأجيال لنعزز ما أشرنا إليه أعلاه.

أمثلة على الإقبال على القراءة:

هناك قصة الضابط الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية تُظهر كيف يمكن استغلال اللحظات الضائعة في القراءة، مما يُتراكم ليكون ثروة معرفية هائلة. فبدلًا من إضاعة الوقت في الانتظار أو الأحاديث غير المفيدة، حوّل هذا الضابط كل دقيقة فراغ إلى فرصة للتعلّم. وهذا يدل على أن:

– القراءة عادة يمكن تنميتها، حتى في أصعب الظروف.

– الوقت الضائع كنزٌ مهدر إذا لم يُستغل في القراءة.

– الإرادة هي العامل الحاسم؛ فبوجود الرغبة، يصبح من السهل إيجاد وقت للقراءة.

 نصائح عملية لتعزيز عادة القراءة:

  1. اجعل الكتب في متناول يدك في كل مكان: في الجيب، بجانب السرير، في الحمام، أو حتى في غرفة الطعام.
  2. استغل فترات الانتظار القصيرة.

(كالوقوف في الطابور، انتظار المواصلات، زيارة الطبيب).

  1. تجنب المشتتات مثل الأحاديث الجانبية غير المفيدة أثناء التنقل.

كيف تقرأ بشكل فعّال؟ 

كما ذكر الكاتب، فإن القراءة تحتاج إلى ظروف مثالية لتحقيق أقصى استفادة، ومن أهم العوامل:

 العادات السيئة التي تُعيق القراءة:

– المعدة الخالية أو الممتلئة جدًا: الأفضل تناول وجبة خفيفة (مثل الفاكهة) قبل القراءة:

– الإرهاق الجسدي: القراءة تتطلب تركيزًا يشبه الطاقة المبذولة في الرياضة الخفيفة، لذا يُفضل المشي قليلًا لتنشيط الدورة الدموية قبل البدء.

– التوتر أو القلق: يحتاج العقل إلى الهدوء للاستيعاب، لذا يُفضل حل المشكلات المسببة للقلق قبل القراءة.

– الضوضاء أو المقاطعات: البيئة الهادئة ضرورية، لكن المبالغة في توفير الراحة (مثل قصة السيدة الثرية) قد تؤدي إلى الخمول!

العادات الجيدة للقراءة المُثمرة:

– *الجلوس بوضعية صحيحة: ظهر مستقيم، كتاب على بُعد 40 سم، وحافته العليا بمستوى العينين.

– إضاءة مناسبة: الضوء يجب أن يأتي من الخلف باتجاه الكتف (اليسار لليمنين والعكس).

– تهوية جيدة ودرجة حرارة معتدلة (حوالي 20°م) لضمان تركيز أفضل.

– نويع الكتب المتاحة لتجنب الملل، والانتقال بينها حسب الحالة المزاجية.

 الخلاصة: 

القراءة يا سادتي ليست ترفًا، بل ضرورة لتنمية العقل والروح. والمفتاح هو الإرادة والتنظيم، فحتى المشغولون يمكنهم قراءة 20 كتابًا سنويًا لو استغلوا 15 دقيقة يوميًا. كما أن القراءة الفعّالة تتطلب وعيًا بالعوامل المحيطة (الجسدية، النفسية، البيئية) لتحقيق المتعة والفائدة معًا.

 

*المملكة المتحدة

Exit mobile version