“هل تنقذ عطبرة والدامر موسم كرة القدم في السودان؟”
في خطوة مرتقبة لرسم خريطة تمثيل السودان القاري، أعلن الاتحاد السوداني لكرة القدم رسميًا موعد انطلاق دوري النخبة السوداني، البطولة الحاسمة التي ستحدد الفرق المشاركة في بطولات الاتحاد الأفريقي للأندية لموسم 2025–2026. وحدد الاتحاد العاشر من يوليو 2025 موعدًا لانطلاق المنافسة، داعيًا الأندية لتأكيد مشاركتها أو رفضها في موعد أقصاه 25 يونيو.
وفي تحول غير مسبوق، أكد الاتحاد أن الأندية المشاركة ستتحمل كامل تكاليف النقل والإقامة، ما يُلقي بعبء مالي ثقيل على الفرق، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية المعقدة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب . وقد يُهدد هذا القرار مشاركة بعض الأندية، خصوصًا تلك التي تعاني من ضعف الموارد أو تعتمد كليًا على دعم ولاة الولايات .
وتُثار علامات استفهام كبيرة حول مشاركة ناديي القمة الهلال والمريخ، اللذين خاضا موسم 2025 في الدوري الموريتاني كضيفين نتيجة الحرب في السودان، والذي تسبب في تعليق المنافسات الرياضية لفترات طويلة. فإلى جانب الإرهاق الناتج عن التنقل المستمر، هناك مخاوف لوجستية كبيرة تتعلق بإمكانية تأمين السفر والإقامة داخل السودان، خصوصا بعد رفض اللاعبين المحترفين المشاركة في بطولة النخبة اذا أقيمت في السودان .
وعلى الرغم من تحديد موعد انطلاق البطولة، إلا أن مكان إقامتها لم يُعلن رسميًا بعد. ومع ذلك، تتزايد التكهنات بشأن اختيار مدينتي عطبرة والدامر لاستضافة مباريات البطولة، وسط مؤشرات على استقرار نسبي وتوفر بنى تحتية رياضية مقبولة مقارنة بمناطق أخرى. وتشير مصادر قريبة من الاتحاد إلى أن 10 يوليو قد يكون الموعد الفعلي لبدء المنافسات في حال اعتماد هذا الخيار.
وكان الدوري السوداني الممتاز قد أُقيم هذا العام بصيغة مختصرة، دون مشاركة الهلال والمريخ، مما منح فرصة لأندية أخرى لإثبات جدارتها والتأهل إلى دوري النخبة. ويأمل الاتحاد أن تساهم هذه الخطوة في استعادة النشاط الكروي تدريجيًا، وإعادة تموضع الأندية السودانية على الساحة الأفريقية.
ومع اقتراب الموعد، تبقى أنظار الجماهير متجهة نحو عطبرة والدامر، في انتظار صافرة البداية في مشهد قد يُعيد الأمل إلى كرة القدم السودانية بعد فترة من التوقف والمعاناة.