مشروع الجزيرة.. عُروة صيفية قائظة

 

وسيلة حسين

وسط تحديات متتالية وصعوبات جمة، يمضي مزارعو مشروع الجزيرة، هذا الموسم، لابتدار زراعة العروة الصيفية بالمشروع، بعد انقطاع لعامين مُكلفين، بسبب الحرب والنزوح والخراب والنهب الذي طال الغيط وبُنى المشروع الأساسية في أنظمة الري والآليات الزراعية، وبنوك التقاوى ورئاسة المشروع ومكاتبه وأقسامه.

بدأت الاستعدادات للموسم الزراعي بعد الانفراج الأمني النسبي، وعودة الكثير من المزارعين النازحين إلى حقولهم وقراهم، الذين بادروا من فورهم، وبجهود ذاتية، وسط غياب السلطات، لفتح الترع الفرعية، وحراثة الأرض وتحضيرها بكلفة تضاعفت بنسبة 100% مقارنة بالمواسم السابقة، مما أضفى عبئًا جديدًا على المزارع، بحسب ما يقول مزارعون تحدثوا إلى “أفق جديد”. مضيفين إنه ما زالت قنوات الري تعاني من الإهمال الذي تراكم منذ عهد النظام السابق، وزادته الحرب الأخيرة سوءًا، ما جعلها غير صالحة للاستخدام الزراعي في كثير من المناطق، يتزامن ذلك مع ارتفاع كبير في أسعار مدخلات الإنتاج.

“وصلت المياه إلى حواشتي يوم الأحد الماضي، رغم أن العديد من الخزانات ما زالت دون صيانة، وهناك أعطال كبيرة في نظام الري، إضافة إلى صعوبات في توفير وشراء البذور، مما يهدد انطلاقة الموسم ويستدعي تدخلًا عاجلًا من الجهات المختصة”. يقول المزارع طارق عثمان، ويضيف مخبرًا “أفق جديد” أن المياه تدفقت من خزان 77 بجنوب بركات والممتد من الخزان الرئيسي ومن خزان 57 ترعة المناقل، لكن المياه لم تصل إلى وسط الجزيرة، وهو إخفاق قد يؤثر أو يعيق عمل القنوات الفرعية في “أبو عشرينات”.

 “تعاون المزارعون في استجلاب آليات لتنظيف أبو عشرين. دفعوا مبلغ (10) آلاف جنيه عن الفرد الواحد نظير خدمة تطهير القنوات”. يقول طارق ومن ثم يضيف: “يعول المزارعون كثيرًا على الأمطار لسد فجوة نقص المياه، سيما أن المزارعين يفضلون زراعة الذرة في هذه العروة”.

 وأطلق تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل حملة “لازم نزرع”، وتهدف إلى الدفاع عن الأرض وحث المزارعين على التمسك بها، وتوفير الغذاء ومجابهة الجوع وإصلاح البنية التحتية للقطاع الزراعي، مستهدفة زراعة الخضروات وصيانة القنوات في أقسام المشروع البالغة 18 قسمًا، نفذت منها زراعة 1710 فدان زراعة منزلية و500 فدان زراعة صفرية في 8 أقسام.

 وحددت الحملة التي انطلقت بداية العام 2025، وفق خطة إسعافية، مكتب استرحنا بقسم ود حبوبة في الجزيرة ومكتب الهشابة قسم معتوق في المناقل لزراعة (3) آلاف زراعة صفرية ولزراعة 1500 فدان زراعة منزلية.

بدوره يخبر المزارع محمد زين، أن أغلب التقاوى في السوق نافدة وغير صالحة للبذر والإنبات، وتتعرض لظروف تخزين سيئة. ويقول مخبرًا “أفق جديد” أن المزارعين فقدوا تقاويهم المولدة محليًا بسبب الحرب والنزوح، مثلما فقدوا آلياتهم الزراعية الخاصة. “نحاول البداية من الصفر ولم نتلقَ مساعدات من أية جهة حتى الآن”. ويضيف يائسًا: “التقاوى فاسدة ولن تكون إنتاجية هذا الموسم عالية”.

ودعا محافظ مشروع الجزيرة، بحسب وكالة سونا للأنباء، إدارة الري إلى ضرورة تحريك آليات الحفر بصورة عاجلة لإزالة الإطماء والحشائش وردم الكسورات لضمان تأمين مياة الري عبر القنوات حال إنسيابها، متعهدًا بتوفير مواد بترولية وتوفير تقاوى الذرة لصنف “طابت” و”ود أحمد” للمزارعين مجانًا، تقديرًا لظروفهم إلى جانب دفع مبلغ خمسة مليار جنيه كمقدم لأصحاب آليات حفار أبو عشرينات لإنجاز عمليات الحفر وفقًا للدورة الزراعية. ورهن مزارعو قسم المسلمية دخول الموسم الزراعي الجديد بمعالجة قضايا الري وتأمين انسياب مياه الري عبر الترع والقنوات.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى