#إليه

 

حين تصبح الدموع هي المسافات.. والطريق الذي يربطنا ببعضنا ويبعدنا عن الغياب

أكتب إليك بالكثير من الدمع، أضع الوجع نصب عيني وأخط الرسالة

وبعد….

متى نلتقي؟؟؟؟

 والمسافات تكبر كالغرق والحب والفراق، الحزن والدموع قلبينا

الوقت غارق في شؤونه والصباحات تلتهم الأحلام والحب عالق بين الدموع والأقدار المؤجلة

الدموع بقايا ابتسامات انكسرت

هي ترجمة الزمان القاسي الذي دار علينا.. والأيام التي طحنت القلوب والحواس..

فكم يلزمنا من الدموع لنخفي أو لنحكي جرحًا..

وأمام كل الأوجاع رغبة في البكاء..

وأقسى الدموع تلك التي تختار الاحتفاظ بها…

كم ابتلعنا دموعًا لا نريد أن نحتسيها في حضرة أحد،

وفي خلوتنا نبكي بيأس..

وكم هي متعبة دموع ليالي الشتاء القاسية، حين لا نملك بضاعة غير الدمع ونسبح حتى الغرق في ملوحته..

فالمدن نسيت الضوء

وصرنا كالباعة المتجولين (أحلام للبيع) على ضوء الدموع

صوت الدمع في وطن متهدج بالأنين… والنزيف الخافت والخراب…

والمدن الثكلى ترتدي السواد حين حلقوا رأسها من سنابل الفرح…

ودمعت أشجار الصنوبر حين عرفت طريق اليباس

دمع مع الألم

ودمع على الأمل

دمع على الفأس وعلى الشجر

ودموع على الحب الذي صار رمادًا في أهازيج العاشقين

الأمواج البشرية تصرخ غربتها بحرقة المعذبين في الوطن

الأرض تضيع… الأحلام تشيخ.. القلوب تختمر

ونصحو كل يوم على وقع خيباتنا المتكررة

وعتمات البيوت تبكي أضواء المدن

وتخبرك الشوارع أنك تصارع الوهن وحدك لا شريك لك

فتدمع وجع الحياة

الغربة هنا..

الغربة وطن

دموع اليتامى، دموع الأرامل

الشمس التي باعت أسوارها..

وما أقسى دموع الرجال ملامح غطاها غبار الضياع….

دمعنا حتى انطفأت عيون القمر

وصرنا أشباه موتى ومقابر تثرثر عن الحرب والدمار

تصدعت الأرض… دمعت السماء

وذاك الشق ازداد اتساعًا

والدموع تتساقط في بئر الجيوب الفارغة

ودمع الجوع كافر لا يؤمن إلا بالخبز.. الحافي

فخذوا خزانة الدمع لا حاجة لنا بثروة الألم..

ازرعوا على قبور الشهداء ورود الوداع البيضاء

واسقوها بالدمع الوفير

فربما نلتقي ذات يوم..

على هضبة الغفران..

أو لربما على دربهم نسير

#هاش_تاق

لا تعتب على الدموع

لم يعد يحزننا الموت

أصبحت تحزننا الحياة

#Nidal_Ali

نضال علي

قاصة وكاتبة سودانية تحمل درجة الماجستير في إدارة الأعمال تعمل أستاذ مساعد بجامعة بخت الرضا وكلية الوسيلة للعلوم والتكنولوجيا، نشرت العديد من المقالات والقصص القصيرة بالصحف والمجلات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى