جوزيف دينغ.. معجزة من جنوب السودان تُبهر عالم البيسبول

واشنطون – أفق جديد

 

في عمر السابعة عشرة فقط، وعلى ارتفاع 6 أقدام و7 بوصات، أطلق جوزيف دينغ كرةً سريعة بسرعة 97 ميلًا في الساعة، ليُعلن عن نفسه كأحد أبرز المواهب الصاعدة في عالم البيسبول الأمريكي. ليس ذلك فحسب، بل أصبح دينغ أول لاعب من جنوب السودان يوقّع عقدًا احترافيًا في دوري البيسبول الرئيسي (MLB)، حينما انضم إلى فريق لوس أنجلوس دودجرز في يناير الماضي، في خطوة وصفت بأنها “مراهنة ذكية على موهبة نادرة”.

بدايات دينغ كانت بعيدة كل البعد عن ملاعب البيسبول الاحترافية. فمنذ سبعة أشهر فقط، كان يُلقي الكرة من فوق تلة مهترئة في إفريقيا، دون تدريب احترافي، ولا مرافق رياضية حقيقية. لكن الفيديو الذي ظهر في نهاية عام 2024 من جنوب السودان، أظهر موهبة خارقة بالنسبة لشاب بدأ ممارسة اللعبة منذ سنوات قليلة فقط. سرعته حينها لفتت الأنظار فورًا، حيث تراوحت كراته السريعة بين 95 و97 ميلاً في الساعة – وهي سرعة تثير إعجاب أي فريق كشّاف.

فريق دودجرز، المعروف بدقته في اكتشاف وتطوير المواهب، لم يتردد طويلًا. وقّع معه سريعًا، ثم أرسله إلى الدوري الصيفي الدومينيكي، وهو مسار اعتيادي للاعبين الواعدين من خارج الولايات المتحدة للتأقلم مع مستوى أعلى من التنافس. ورغم أنه لم يشارك في أي مباراة رسمية حتى الآن، إلا أن وجوده ضمن هذا النظام يُعد إنجازًا بحد ذاته، ويُظهر إيمان الفريق بإمكانياته الكبيرة.

دينغ لا يزال في مرحلة البناء، فإلى جانب تطوير أسلوبه في الرمي وتقنيات اللعب، فإن بنيته الجسدية تحتاج إلى تعزيز. حين وصل إلى الولايات المتحدة، كان يزن 180 رطلاً فقط، ويأمل الفريق أن يصل إلى 220 رطلاً خلال السنوات القادمة، ما سيسهم في رفع قوته وتحسين ثباته في الملعب.

وقد انتقل مؤخرًا إلى مركز تدريب المبتدئين التابع لفريق دودجرز في لوس أنجلوس، حيث يخضع لتدريب احترافي صارم. الفيديوهات الأخيرة تظهر تطورًا واضحًا في أدائه مقارنة ببداياته، مما يزيد الآمال حول مستقبله.

ورغم أن المحللين لا يتوقعون رؤيته في دوري البيسبول الرئيسي قبل خمس سنوات على الأقل، إلا أن قصته استثنائية. نادرًا ما يخرج لاعب بهذا الحجم من بيئة مهترئة من البنية الرياضية كجنوب السودان، ويصل إلى منظومة رياضية ضخمة مثل MLB. ويعتقد كثيرون أن صبر دودجرز واستثماره الطويل الأمد في دينغ قد يثمر عن واحدة من أروع القصص في تاريخ اللعبة.

رحلة دينغ ليست فقط صعودًا رياضيًا، بل هي أيضًا قصة إلهام تتجاوز حدود البيسبول. قصة شاب خرج من الظل، من أرض لم تُعرف يومًا برياضة البيسبول، ليصنع التاريخ ويحلم بأن يصبح نجمًا على أحد أكبر مسارح الرياضة في العالم. وبينما لا يزال الطريق طويلاً، فإن العالم يراقب هذه المعجزة السودانية عن كثب وقد يكون الصعود إلى “الميدان الكبير” مسألة وقت فقط.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى