التعليم بين الجمود والحياة.. خطوات عملية لتجاوز التلقين!

 

صبحي عبد النبي

تتسارع عجلة الحياة يومًا بعد يوم، ولا يوجد تسارع من غير تغير، فالتغيير في السلوك والتربية أمر لابد منه، فالحياة كلها مبنية على التغيير، تغيير في الحديث  وفي السماع، تغيير في الملبس  والمسكن، ولا نعني هنا التغيير العشواء، إنما الذي بُني على علم وفهم.

في هذا المجال المهم يأتي دور المعلم بارزًا في بناء مجتمع قويم يحافظ على بيئته السلوكية والتربوية. نستطرد هنا على عجالة على عمليات تعليمية محفزة يمكن بها صنع جيل متمرس يواكب سوق العمل منذ نعومة الأظفار.

ليس الهدف من التعليم أن نعطي المعلومة جاهزة للطلاب كالذي يعطي السمكة للجائع، إنما التعليم أن يتعلم الطالب كيف يصطاد المعلومة، كيف يصطاد الإبداع، كيف يصطاد التحليل .

رغم وجود إيجابيات ومحاسن جمة في التلقين، خاصة في جانب نقل المعلومات الكثيرة وتناسبه مع مواد الحفظ من الشعر والقرآن، وكذلك مع القوانين، إلا أن هذه الطريقة غير منافسة لأنها تضعف الفهم والتحليل لدى المتعلمين، وتهمل جانبًا كبيرًا من التعمق في ما وراء النص المقروء، ويفقد الطالب روح الإبداع والابتكار والتفكير الناقد لأنه وجد المعلومة جاهزة دون البحث والاستنتاج خلافًا إلى أنه يؤدي إلى فقدان الشغف للتعليم، ما يترتب عليه البعد من العملية التعليمية الحديثة.

 

للحلول البديلة في عدم الاعتماد على التلقين يمكننا فعل الآتي:

١..التعلم بالمواقف العملية، يمكن استخدام الشرح بالأمثلة كقياس كمية الماء وقياس مساحات المدرسة، والذهاب بالطلاب في المواقع العملية بدلًا من استخدامها في مرحلة متأخرة.

٢..إدخال الأنشطة غير الصفية.. كالمسابقات والمسرحيات والأعمال اليدوية لدعم التفكير الإبداعي .

٣..التعلم باستخدام الوسائل المتنوعة، كاللوحات والرسم على الجدران والبطاقات وغيرها.

٤..تشجيع الأسرة على المتابعة.. لزامًا في الوقت الراهن إشراك أولياء الأمور في العملية لتتمكن من متابعة الطفل والوقوف على موضع الضعف ومواطن القوة لديه.

٥… التعلم بالاكتشاف وذلك عن طريق البحث بأنفسهم من خلال تجارب، أو استخدام مصادر مثل الكتب والإنترنت، بدلًا من أن يعطيها المعلم مباشرة.

٦..التعلم التعاوني.. من أفضل الطرق لترسيخ المعلومة هي التعلم بالمجموعات لأنهم يتعلمون من بعضهم البعض أكثر من المعلم أحيانًا.. فاجعلهم يحلون التدريبات مع مجموعات رغم إنها تحتاج لتقنين أيضًا.

٧..التعلم باللعب.. خاصة الأطفال نسبة تفاعلهم وفهمهم تأتي من خلال التعلم باللعب، وما أكثره اليوم.

 نثمن دور المعلم الملقن، ولكن التعليم اليوم أصبح أسلوب حياة لرسم خارطة مستقبلية، فالمعلومة الراسخة للطلاب لا تؤهلهم المنافسة الشرسة التي تستولى على سوق العمل.

والسلام عليكم

*كاتب وباحث سوداني يعمل أستاذًا للغة العربية بالمدارس الثانوية في الإمارات

subhiabdelnabi@gmail.com

Exit mobile version