أفق جديد
في خطوة أثارت استهجاناً واسعاً، أصدرت السلطات التعليمية في محلية مروي بالولاية الشمالية قراراً بنقل مديرة مدرسة ووكيلتها وإعفائهما من مهامهما الإدارية، وذلك بعد أيام قليلة من قيادتهما مسيرة احتجاجية سلمية شاركت فيها طالبات المدرسة للمطالبة بتوفير خدمات الكهرباء المنقطعة منذ أكثر من خمسة أشهر.
بدأت القصة عندما خرجت معلمات وطالبات مدرسة عبيد الله حماد الأساسية، التابعة لوحدة كريمة الإدارية، في وقفة احتجاجية سلمية للتعبير عن معاناتهن جراء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وشح المياه. وحملت الطالبات لافتات خطّتها أياديهن الصغيرة بعبارات : “وين الكهرباء يا مسؤول؟”، وكهرباء وماء.. أبسط مقومات الحياة ، ولافتة أخرى ربطت بين الأزمة والتعليم تقول: “لا تعليم في وضع أليم”. كانت الوقفة تعبيرا سلمياً للفت أنظار الجهات المسؤولة إلى تدهور الأوضاع المعيشية والتعليمية في المنطقة.
كان من المتوقع أن تستجيب السلطات المحلية لمطالب الأهالي وتشرع في إيجاد حلول عاجلة لأزمة الخدمات، ولكن الرد كان صادماً، حيث أصدرت الإدارة العامة لتعليم المرحلة الابتدائية بالولاية الشمالية توجيهاً رسمياً بتاريخ 10 اغسطس2025 . حمل التوجيه إشارة واضحة إلى “تظاهرة معلمات وتلميذات مدرسة عبيد الله حماد”، وأمر بنقل مديرة المدرسة ووكيلتها إلى مدرسة أخرى مع “إعفائهما من الإدارة”.
لم يتأخر تنفيذ القرار، حيث أصدر مكتب تعليم المرحلة الابتدائية بمحلية مروي أمراً إدارياً في اليوم نفسه، قضى بنقل كل من:
الأستاذة/ عائشة عوض الله (مديرة مدرسة عبيد الله حماد) إلى مدرسة أحمد صالح هواري (معلمة).
والأستاذة/ مشاعر محمد علي الحسين (وكيلة مدرسة عبيد الله حماد) إلى مدرسة شمال بنات (معلمة).
وبهذا القرار، تم تجريد المعلمتين من منصبيهما الإداريين وتحويلهما إلى معلمات في مدارس أخرى، في خطوة اعتبرها الكثيرون رسالة عقابية تهدف إلى قمع أي صوت معارض أو مطالب بالحقوق.