“البراويز” في الشارقة.. عودة الروح للمسرح السوداني

محمد إسماعيل – أفق جديد

 

 الناقد راشد بخيت:

العرض تم إنتاجه تحت ظروف غاية فى الصعوبة والتعقيد

  الكوميدي محمد جلواك: المسرحية بمثابة عودة لروح الكوميديا في نفوسنا

 المؤلف عمر الحاج: محمد نعيم سعد أظهر رؤيته الإخراجية وبصمته المتميزة

 شهد المركز الاجتماعي السوداني بالشارقة حضورًا لافتًا من أبناء الجالية السودانية من إمارات عجمان، أم القيوين، أبوظبي ودبي، لمتابعة عرض مسرحية البراويز، من تأليف عمر الحاج وإخراج محمد نعيم سعد، وبمشاركة رحاب الكرار، ميرفت الزين، وإيمان عبد الكريم.

 تتناول المسرحية قضية الزواج والارتباط، التي تتحول إلى ساحة صراعٍ بين الماضي والحاضر، حيث تتصادم رؤى المرأة الحكيمة مع أفكار فتاتين ترفضان الزواج لأسبابٍ مختلفة: خيانة تخشى، أو هيمنة ترفض.

قضايا نسوية:

الناقد راشد مصطفى بخيت قال عن العرض لـ(أفق جديد): استحق عرض براويز التكريم والإشادة لأسباب عديدة، من بينها أنه تم إنتاجه بمثابرة إبداعية خالصة من فريق محب لفن المسرح، وتحت ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد فرضتها شروط النزوح، وحالة الفنان السوداني ما بعد  الحرب.

وأضاف: “رغم ذلك، ثابرت المجموعة بدأب ملفت على البروفات، واقتطعت من وقتها ودخلها الشخصي زمنًا ثمينًا وهبته لتحدي إنتاج العرض، وجاء ملفتًا في جدارته الفنية والإبداعية، وتمكن فريق الممثلات من تقديم أداء مبهر أشعل صالة الجمهور بالضحك والتصفيق الحار إلى نهاية العرض.

وتابع قائلًا : “بني العرض على نص جيد التأليف متاخم لحدود القضايا النسوية عبر تقنيات التداعي الحر وأساليب الحكي الشعبي، وأتقن فريق الإخراج إنتاج الصورة البصرية للعرض بشكل معبر وعالي الجمالية رغم ظروف الإنتاج الشحيحة، واستبدال مكان العرض التقليدي – الخشبة – بمكان جديد غير مهيأ في الأساس لتقديم عروض مسرحية”.

 عودة لروح المسرح

يقول الكوميدي محمد جلواك: “هذه المسرحية بمثابة عودة لروح المسرح السوداني والفنون والكوميديا في نفوسنا، ونستعيد ذكرياتنا، بعد هذه المعاناة التي عشناها، التي أتاحها النادي الاجتماعي السوداني”.

أما المؤلف عمر الحاج قال لـ”أفق جديد”: “لقد ازدان حضور العرض   بكوكبة من رموز الفن والمسرح، تقدمهم  مكي سنادة، بجانب الإماراتي عبد الله الجفالي، ولفيف من الرواد والفنانين الذين أضفوا على الأمسية طابعًا خاصًا”.

لحظات مؤثرة:

استقبل مخرج العرض محمد نعيم سعد بحفاوة بالغة بالتصفيق والزغاريد، واستحضرت ذاكرة الحضور أجواء المسرح القومي وقاعة الصداقة، ومواسم (خطوبة سهير) و(المهرج) و(عجلة جادين الترزي)، ومجموعة الصياد وتلغرافها، وليالي مهرجان المسرح العربي، ومهرجان البقعة، والسودان الكبير.

لحظة مؤثرة خطفت أنفاس الحضور حين انفلت طفل صغير من يد والدته متوجهاً إلى الخشبة، حيث كانت الممثلة رحاب الكرار تجسد دور الأم وهي تهدهد دمية وتغني: “النوم النوم.. النوم تعال”، فاحتضنته وأكملت المشهد في لحظة عفوية جسدت التفاعل الحقيقي بين الجمهور والمسرح.

 أداء عاطفي قوي:

يقول المؤلف عمر الحاج: “الممثلة ميرفت الزين أثرت في الجمهور بأدائها العاطفي العميق، ولقد أبدعت إيمان عبد الكريم في المزج بين رشاقة الاستعراض وفن التمثيل مقدمة أداءً متفردًا”.

وأكد أن مخرج العمل محمد نعيم سعد أظهر رؤيته الإخراجية المتميزة، إذ حمل العرض توقيعه الفني الفريد ومدرسته الخاصة التي لا تخطئها العين، وزاد “ويكفي أن نقول: محمد نعيم سعد.. وكفى”.

ما وراء الكواليس:

وأشار عمر الحاج إلى أن  فريق العمل من خلف الكواليس أبدع َوعلى رأسهم إمام حسن الإمام مشرف العرض، وعلي عبد الرحمن في هندسة الصوت والإضاءة، وكذلك دور مميز للكاست الإخراجي المساعد، بقيادة الفنان محمد يوسف، بجانب ريم محمد نعيم، وعاطف حسن في التصميم والديكور، والفنانة أشرقت في التقديم، وشارك الفنان شمت محمد نور، ورؤى محمد نعيم في أغنية الاستعراض.

وأضاف الحاج: “لقد أهدت مسرحية البراويز عرضها عبر التلغراف إلى روح الرائد المسرحي الراحل محمد رضا دهيب”.

 وذكر أن فريق العمل يستعد للمشاركة في المهرجانات المسرحية العربية  من بينها مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، والمهرجان القومي للمسرح المصري، بالإضافة إلى مهرجانات مسرحية محلية ودولية أخرى.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى