بقلم : مناضل الحلاوي
3. التهميش السياسي والاقتصادي:
التمثيل غير المتوازن: شعر الجنوبيون بأنهم ممثلين تمثيلاً ناقصًا في الحكومة الانتقالية وفي الخدمة المدنية، حيث شغل الشماليون معظم المناصب العليا.
التخوف من الاستيلاء على الأراضي والموارد: كانت هناك مخاوف من أن الشماليين سيسيطرون على أراضي الجنوب وموارده، خاصة مع اكتشاف الثروات الطبيعية في الجنوب.
نقل السلطة من الجنوبيين إلى الشماليين: قبل الاستقلال مباشرة، تم نقل عدد كبير من الموظفين الإداريين والضباط الجنوبيين من وظائفهم واستبدالهم بشماليين، مما زاد من حالة عدم الثقة والاستياء في الجنوب.
4. الأحداث المباشرة والشرارة:
محاكمة عضو جنوبي بالبرلمان: يُذكر أن أحد الأسباب المباشرة للتمرد كان محاكمة عضو جنوبي في الجمعية الوطنية السودانية، وادعاءات بوجود مذكرة اعتقال مزورة حثت الإداريين الشماليين في الجنوب على قمع الجنوبيين.
الأوامر العسكرية: جاءت الشرارة المباشرة في 18 أغسطس 1955 عندما تمردت كتائب تابعة لقوة دفاع السودان (Equatorial Corps) في توريت، ثم في جوبا وياي ومريدي، بعد تلقيهم أوامر بالانتقال إلى شمال السودان. رفض هؤلاء الجنود الجنوبيون الأوامر خوفًا من سوء المعاملة أو التصفية بعد وصولهم إلى الشمال.
انتشار الشائعات والتحريض: انتشرت شائعات حول سوء نية الشماليين تجاه الجنوبيين، وأنهم يخططون للتخلص من الجنود الجنوبيين. ساهمت هذه الشائعات والتحريض في إشعال التمرد.
تجمعت هذه العوامل التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى التوترات اللحظية والأحداث المباشرة، لتشكل بيئة مهيأة لاندلاع العنف، وكانت أحداث توريت هي اللحظة التي تحولت فيها هذه التوترات الكامنة إلى صراع مسلح مفتوح، ممهدة بذلك الطريق لعقود طويلة من الحرب الأهلية في السودان.
من هم مؤسسي انانيا ون وما هي أبرز محطات الانانيا ون
“أنانيا ون” (Anyanya One) هي حركة تمرد جنوب سودانية، وهي الاسم الذي أُطلق على المقاتلين الجنوبيين خلال الحرب الأهلية السودانية الأولى (1955-1972). كلمة “أنانيا” تعني “سم الأفعى” بلغة المادي، وهي كناية عن القوة والقدرة على الفتك .
ونواصل إن كان في العمر بقية