*حاتم محمد حسن منصور
ما هو بعوض الإيديس؟ بعوض الإيديس(Aedes) واحد من أخطر أنواع البعوض العالمية، وهي حشرة طائرة تنتمي لعائلة البعوضيات (Culicidae ) لفصيلة الحشرات ذات الجناحين(Diptera) ، وهي الحشرة المسببة لأمراض خطيرة مثل حمى الضنك والشيكونجينيا والزيكا والحمى الصفراء، وهي أمراض فيروسية تصيب الدم، وبعوض الإيديس توصف بأنها البعوضة الغازية (invasive mosquito) وذلك لأن كل أطوارها الأربعة (بيض يرقة شرنقة حشرة كاملة) خطيرة تنفذ إلى داخل الأماكن بسهولة، وأيضاً لأن بيوضها التي توجد منفردة وسوداء اللون تتحمل الجفاف بصورة عالية ولا تموت بسهولة، ويرقاتها سهلة التحول دون بطء، أما طورها الطائر الذي يتميز باللون (الأسود/أبيض) ذو الحجم الكبير نسبياً من الأنواع الأخرى فله القدرة على نشاط الحركة المحلية، ويكون نشطاً على مدار الساعة خاصة نهاراً وفي فترة المغرب والصبح الباكر، الأنواع الأخرى لا تنشط نهاراً (الانوفيليس (الملاريا) والكيوليكس (الفلاريا)).
أثر الإغلاق وهجر المنازل في حالة العاصمة المثلثة وخاصة مدينة الخرطوم، فإن أغلب المنازل الآن مهجورة ومغلقة وقد توالت الأمطار عليها هذا الخريف، وهذا يعطي الفرصة الذهبية لأطوار بعوض الإيديس المائية للتوالد بصورة عالية وللوجود في أقل بلل من الماء مثل نفايات العلب المعدنية والحاويات الصغيرة والجرادل وأحواض الزراعة والأصص والبراميل وأحواض السباحة، وكذلك الخزانات والصهاريج والمنهولات والأبيار، وكذلك الحمامات وخزانات التواليتات بالحمامات غير المستخدمة أو المغلقة والسايفون، وغيرها من تجمعات المياه مثل البرك والأحواض، وهناك أماكن توالد أخرى ظهرت جديدة وهي السيارات المركونة المشلعة وخاصة بعد هطول الأمطار واللساتك السكراب، وأية سكراب آخر يمكن أن يكون تجمعاً للمياه، وعادة توجد بيوضها على الجدران والأسطح الداخلية للحاويات والعلب والجرادل والبراميل. العلاج والسيطرة: الأفضل أن تبدأ خطة المكافحة والسيطرة بالبدء في عمل مسوحات وتفتيش عن أماكن التوالد المحتملة (المذكورة أعلاه)، وأن يتم تفتيشها ورصدها من قبل فريق من أبناء الحي كخطوة أولى، لتكون خطوة مهمة مبسطة للتوثيق ووضع خطة المكافحة والسيطرة، أما الخطوة الثانية هي المكافحة والسيطرة على أن يتم التركيز على طريقتين معاً: الطريقة الأولى وهي المعالجة أو رش تجمعات المياه (صعبة التجفيف) باستخدام مبيد أطوار يرقية (إن وجد) أو أي جازولين أو زيوت هيدروكربونية، والطريقة الثانية هي تجفيف المياه أو تفريغها من الحاويات أو الجرادل أو العلب أو البراميل أو شفطها في حالة البرك صعبة التجفيف، وأن يتم التأكد من إزالتها تماماً من أي نقطة مياه أو تعريضها للشمس للتجفيف، وفي حالة الخزانات والصهاريج يجب أن يتم التأكد من إحكام إغلاقها، أما الحمامات المغلقة أو المنازل المغلقة باللحام فيجب أن يتم رشها باستخدام ماكينة التضبيب الحرارة (الدخان) في الفتحات التي سمح بنفاذ الدخان إلى الداخل (الكمدة بالرمدة)، وأن تأتي طريقة السيطرة على أطوار البعوض الطائر كخطوة أخرى بعد التأكد من مكافحة الأطوار المائية، حيث يتم رش الحيطان (رش الأسطح) والأشجار والمزروعات الأخرى لإحداث الأثر الباقي للمبيد، واستخدام التضبيب (الدخان) في فترة المغرب حصراً، على أن التركيز على تفتيش ورصد ومعالجتها بالطرق المذكورة (أماكن التوالد المحتملة) طريقة هامة جداً لتعطي الفعالية والتخفيف العالي من أثرها لأن أمكان التوالد المحتملة تعتبر (مصانع إنتاج البعوض)، فإن جيوش البعوض المحملة بفيروسات حمى الضنك وإخواتها هي الكارثة الكبيرة التي تصيب ولا تخطئ في إنسان الخرطوم ذو المناعة المنخفضة.
- – استشاري مكافحة الآفات والمبيدات، ماجستير الحشرات الطبية علوم جامعة الخرطوم 2012، بكالوريوس وقاية زراعة جامعة الخرطوم 1991 مؤسس معهد ايكوبيست للاستشارات البيئية أبوظبي الإمارات2017