
أفق جديد
حرب السودان الكارثية تمضي من سيء إلى أسوأ، في ظل توسع رقعة الاشتباكات العسكرية، وتصاعد معدلات اللجوء والنزوح، وتفشي الأوبئة والأمراض في مخيمات النزوح في دارفور غربي البلاد.
ومنذ 30 يونيو الماضي انتشر الوباء بشكل واسع في دارفور، خاصة بين مواقع إيواء النازحين ذات الكثافة السكانية العالية.
ووفق آخر إحصائية حكومية، بلغ عدد الإصابات بالكوليرا 102.831 بينها 2561 وفاة في كافة أنحاء البلاد، منذ بدء الوباء في أغسطس 2024.
ويشهد إقليم دارفور تفشيًا للكوليرا، حيث سُجّلت يوم 6 سبتمبر الجاري 270 حالة إصابة جديدة و6 وفيات، وبهذا يرتفع إجمالي عدد الحالات منذ تفشي المرض إلى 10,297 حالة، منها 416 حالة وفاة.
يقول آدم عبد الله، الذي تعود جذوره إلى منطقة “كاس” في وسط دارفور، إن مراكز العزل في مدن وقرى وبلدات دارفور تشهد نقصًا حادًا في الأدوية والمحاليل الوريدية.
وأوضح عبد الله في حديثه لـ”أفق جديد”، أن أهله وأقاربه من المرضى في مخيمات النزوح يفترشون الأرض في ظل تكدس مراكز العزل التي شيدتها المنظمات الإنسانية هناك.
وأضاف: “المرضى تحت ظلال الأشجار يشكون نقص العنابر والأسرة والأغطية والأدوية والمحاليل الوريدية في ظل انتشار الكوليرا”.
وتابع، “الناس يموتون هناك بصمت، والعالم يتفرج على الكارثة المنسية”.
والكوليرا مرض معد يحدث جراء تناول طعام أو ماء ملوث بجرثومة الضمة الكوليرية، يسبب إسهالا حادا يهدد الحياة إذا لم يخضع للعلاج، ويتعرّض الأطفال الذين يعانون سوء التغذية وتقل أعمارهم عن 5 سنوات بشكل خاص لخطر الإصابة، وفق منظمة الصحة العالمية.
وحسب بيان صادر عن منسقية النازحين واللاجئين في دارفور تلقته “أفق جديد”، فإن المناطق التي شهدت أعلى معدلات تفشي الكوليرا هي: طويلة، بإجمالي 5,186 حالة إصابة يومية منذ تفشي المرض، منها 78 حالة وفاة. وقد سُجِّلت 40 حالة إصابة جديدة. ومنطقة روبيا: بإجمالي 375 حالة إصابة يومية منذ تفشي المرض، منها 22 حالة وفاة.
وطبقًا للبيان فإن مناطق جبل مرة: قولو، بإجمالي تراكمي 1,329 حالة إصابة يومية منذ تفشي المرض، منها 52 حالة وفاة، وجلدو: بإجمالي 89 حالة إصابة يومية، منها 12 حالة وفاة.
وامتد الوباء بحسب البيان إلى منطقة “نيرتيتي” حيث بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 153 حالة، منها تسع وفيات، مع تسجيل تسع حالات جديدة.
ويقول آدم رجال وهو المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين لـ”أفق جديد”: “يشهد تفشي الكوليرا ارتفاعًا مقلقًا في مراكز النزوح، وتتركز معظم الحالات في المخيمات”.
وفي قلول وطور، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض أربع حالات، منها حالتا وفاة. كما بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات في روكيرو منذ تفشي المرض 420 حالة، منها 11 حالة وفاة سُجلت 48 حالة جديدة.
وفي فنقا – حسب البيان- بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات 178 حالة، منها ست وفيات. وشرق جبل مرة، ديرا: بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 209 حالات، منها تسع وفيات. ويوجد حاليًا 47 حالة في مراكز العزل. وفي فينا: 10 حالات كوليرا مؤكدة.
وأكد البيان أن مناطق ليبا وبلي سريف شهدت تفشيات جديدة وبلغ العدد التراكمي اليومي للحالات حالتين، منها حالة وفاة واحدة، وفي دوبو العمدة بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 17 حالة، بما في ذلك ثلاث وفيات.
كما تفشى الوباء في جنوب جبل مرة، منطقة نيرتتي – وفقًا للبيان- حيث بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض تسع حالات، ومخيم سورتوني: بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات 89 حالة، بما في ذلك 11 حالة وفاة.
وبلغ إجمالي الحالات المسجلة في جنوب دارفور 94 حالة، بما في ذلك حالتي وفاة. وفي مخيم كلمة، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات 457 حالة، بما في ذلك 64 حالة وفاة، وفي مخيم عطاش: بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 244 حالة، بما في ذلك 58 حالة وفاة. وفي مخيم دريج: بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 142 حالة، بما في ذلك أربع وفيات. كما سُجلت حالات في مخيم السلام.
ووفق بيان المنسقية، فإنه في شرق دارفور، بمنطقة خزان جديد، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 101 حالة، بما في ذلك 20 حالة وفاة. يستمر تفشي الكوليرا في زالنجي. في مخيمي الحميدية والحصاحيصا، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 108 حالات، بما في ذلك ست وفيات. وفي مخيم خمسة دقيق، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات ثلاث حالات، بما في ذلك حالة وفاة واحدة. وفي منطقة أزوم، غرب زالنجي، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 109 حالات، بما في ذلك حالتي وفاة.
وفي زالنجي والمناطق المحيطة بها، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 93 حالة. وفي منطقة كامبو وير الزراعية، شرق زالنجي، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات حالتين، وفي أوركوم، جنوب زالنجي، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض أربع حالات.
ويواصل الوباء انتشاره في عدة مناطق بدارفور، بما في ذلك المناطق والقرى المحيطة بمدينة زالنجي، ومنطقة الطويلة، وجبل مرة، ونيالا، وخزان جديد بمحلية شعيرية، بالإضافة إلى مخيمات النازحين التي انتشر فيها المرض بمعدلات غير مسبوقة.
ورغم نقص الإمدادات الطبية ومراكز العزل، ذكر البيان أن المنظمات الإنسانية والمتطوعين المحليين وغرف الطوارئ والسلطات المحلية يبذلون جهودًا جبارة لمكافحة المرض. ومع ذلك، لا تزال هناك صعوبات وتحديات كبيرة بسبب تزايد معدلات الإصابة، مما يهدد حياة الناس ويمثل كابوسًا وكارثة إنسانية منسية في بلد مزقته الحرب والمجاعة.
وأنشئت مخيمات اللجوء في دارفور عندما نزح السكان من القرى إلى المدن الكبيرة بحثًا عن الأمان بعد اندلاع الحرب في الإقليم 2003 بين القوات الحكومية وفصائل مسلحة متمردة.
ويشهد إقليم دارفور منذ 2003 نزاعًا مسلحًا بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة، أودى بحياة نحو 300 ألف شخص، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.