
أفق جديد
رحّب رئيس الوزراء السوداني الأسبق عبد الله حمدوك بما وصفه بـ”المشاركة الأمريكية الأكثر هيكلة وجدية” لإنهاء الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عامين.
وقال حمدوك لصحيفة “ذا ناشيونال” علي هامش مشاركته في منتدى هيلي في أبو ظبي يوم الاثنين: “نحن سعداء للغاية بالمشاركة الأخيرة الأكثر هيكلة وجدية من جانب الولايات المتحدة”.
لأمريكا دورٌ بالغ الأهمية في هذه المنطقة. لها نفوذٌ كبير. وكان لها دورٌ فعّالٌ عند اندلاع الحرب، لكنّه كان بعيدًا عن الأضواء. هذه خطوةٌ في الاتجاه الصحيح بلا شك.
“إن ما نحتاج إليه الآن هو استكمال ذلك من خلال إشراك الصوت المدني كجزء لا يتجزأ من العملية .
خطة أمريكية لوقف إطلاق النار
وكان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد التقى في سويسرا الشهر الماضي المستشار الرئاسي الأمريكي للشؤون الأفريقية مسعد بولس، حيث ناقشا خطة أمريكية لوقف شامل لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى نحو 25 مليون سوداني يواجهون خطر الجوع.
وكانت واشنطن قد خططت لعقد اجتماع وزراء خارجية عدد من الدول العربية في يوليو/تموز لدفع المفاوضات بين الجنرالين المتحاربين، لكن اللقاء تأجّل.
ويؤكد رئيس الوزراء السابق أن القوة العسكرية لا يمكنها إنهاء الصراع.وقال “الشيء الوحيد المتاح لنا هو التوصل إلى تسوية سياسية”.”إن الأمر له جانبان: أولاً، يتعين علينا أن نمر بعملية وقف الحرب ثم إنهاء الحرب.
هاتان قضيتان مختلفتان تمامًا. وقف الحرب عملية فنية، أي أنه يتطلب وقف إطلاق نار يُراقَب إقليميًا ودوليًا.أما إنهاؤها فيحتاج إلى حوار سوداني-سوداني حقيقي. استمرار القتال مجرد عبث، وليس هناك أي أمل في يخرج أي من الجنرالين منتصراً.
كارثة إنسانية غير مسبوقة
خلفت الحرب في السودان عشرات الآلاف من القتلى، وأجبرت أكثر من 14 مليون شخص على النزوح داخليًا، فيما اضطر نحو 4 ملايين آخرين للجوء إلى دول الجوار. ويرى عبد الله حمدوك أن حجم المأساة الإنسانية “يفوق ما تشهده كلٌّ من غزة وأوكرانيا مجتمعتين”، محذرًا من أن المدنيين يواجهون خطر المجاعة وسط استخدام الغذاء والدواء كسلاح حرب.
وأكد حمدوك أن الأولوية الملحّة تكمن في ضمان وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود أو من خلال خطوط التماس، حتى يحصل المتضررون على احتياجاتهم الأساسية من غذاء ودواء ومأوى. وشدد على أن تحقيق ذلك يتطلب ضغطًا حقيقيًا على طرفي النزاع، وتحميلهما مسؤولية الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب بحق المدنيين.
وختم حمدوك حديثه : “مستقبلنا يكمن في حكم مدني من شأنه أن يُنشئ بلدًا مستقرًا وموحدًا. لذا، لا أعتقد أن هناك أي مستقبل للحكم العسكري في السودان”.