فضيحة مصنع سيانيد عشوائي تهز وادي حلفا وسط اتهامات بالتواطؤ الأمني

وادي حلفا – أفق جديد
تفجرت فضيحة جديدة في محلية وادي حلفا بعد اكتشاف مصنع عشوائي يستخدم مادة السيانيد السامة لاستخلاص الذهب من مخلفات التعدين الأهلي “الكرتة”، على بُعد كيلومترات قليلة من الأحياء السكنية، في قضية تثير المخاوف البيئية والصحية وتكشف حجم الفساد والتستر داخل الأجهزة الأمنية.
وبحسب ما نقلته صفحة حلفا اليوم على فيسبوك، فإن الفضل في الكشف عن هذا المصنع يعود بالكامل إلى شباب المنطقة الذين رصدوا نشاطه المشبوه، فيما وُجهت انتقادات حادة للسلطات الأمنية المحلية التي سارعت لاحقاً لنسب الاكتشاف إليها، وهو ما وصفه الأهالي بـ”الكذب والافتراء وسرقة مجهود المواطنين”.

يقع المصنع، الذي تمت إزالته لاحقاً بواسطة شرطة التعدين، على بعد 3 كيلومترات فقط من الأحياء السكنية، و5 كيلومترات شمال الحظيرة الجمركية بالقرب من الحي الخامس. الأخطر أن المنطقة التي أُنشئ فيها الموقع سبق أن حددتها منظمة اليونسكو كمحمية طبيعية وأثرية، بعد العثور على أشجار متحجرة بطول يصل إلى 100 متر إضافة إلى بقايا كائنات وسلاحف متحجرة.

التقارير أوضحت أن المصنع لم يكن وليد اللحظة، بل ظل يعمل منذ فترة طويلة، حيث يتم جلب المياه عبر صهاريج من المدينة، فيما تُنقل الكرتة من الطواحين رغم قرار السلطات بإغلاق جميع المنافذ.

المثير للجدل أن السلطات قيدت بلاغاً ضد “مجهول” عقب إزالة المصنع، الأمر الذي أثار شكوكا واسعة بوجود تورط شخصيات نافذة ورؤوس كبيرة في هذه الجريمة، وسط اتهامات للجنة الأمنية في وادي حلفا بـ”التستر على أصحاب النفوذ وتطبيق القانون على الضعفاء فقط”.

نشطاء محليون حذروا من خطورة استخدام مادة السيانيد شديدة السمية بالقرب من الأحياء السكنية والمحمية الطبيعية، مشيرين إلى أن التساهل مع مثل هذه الأنشطة يهدد حياة المواطنين ويعرض المنطقة لكارثة بيئية وإنسانية.

Exit mobile version