فيسبوك يلغي فلتر البحث عن المنشورات.. خطوة غامضة تربك الصحفيين والباحثين
شهدت منصة فيسبوك خلال الأيام الأخيرة تغيراً مثيراً للجدل، بعد اختفاء فلتر البحث عن المنشورات (Posts filter) من واجهتها، سواء عبر التطبيق أو الموقع الإلكتروني. هذه الخطوة أثارت استياءً واسعًا بين المستخدمين حول العالم، خاصة الصحفيين والباحثين الذين اعتادوا استخدام هذه الميزة كأداة حيوية لتتبع الأخبار القديمة والوصول إلى محتوى بعينه وسط بحر المعلومات المتدفقة يوميًا.
لطالما اعتُبر فلتر البحث في المنشورات إحدى الأدوات الأساسية التي تتيح للمستخدمين العثور على ما يريدون بسرعة، سواء كان ذلك تصريحًا سياسيًا قديمًا، أو منشورًا توثيقيًا من شاهد عيان، أو حتى مادة أرشيفية ذات صلة بموضوع بحثي. لكن مع اختفاء هذا الفلتر، بات على المستخدمين الاكتفاء بالبحث العام الذي تُولده خوارزميات فيسبوك، ما جعل النتائج أكثر عشوائية وأقل دقة.
هذا الغياب المفاجئ دفع كثيرًا من الصحفيين إلى التعبير عن قلقهم عبر منصات التواصل، مشيرين إلى أن الأمر يعقّد عملهم الميداني ويُضعف من قدرتهم على التحقق من المعلومات. بعضهم وصف التغيير بأنه “ضربة قاسية للصحافة الرقمية” التي تعتمد بشكل متزايد على أدوات البحث الذكية لتقصي الحقائق.
حتى الآن، لم تُصدر شركة ميتا المالكة لفيسبوك أي بيان رسمي يوضح سبب اختفاء الفلتر، وهو ما زاد من الغموض المحيط بالموضوع. وبينما يرى البعض أن الأمر مجرد خلل تقني مؤقت سيتم إصلاحه قريبًا، ترجح تقارير تقنية – من بينها موقع PiunikaWeb – أن الخطوة قد تكون جزءًا من تجربة تحديث جديدة، وربما مؤشرًا على توجه استراتيجي يهدف إلى تقليل الاعتماد على الفلاتر اليدوية لصالح نتائج البحث التي يحددها الذكاء الاصطناعي.
هذا الغموض أثار استياء شريحة واسعة من الصحفيين الذين كانوا ينظرون إلى فيسبوك باعتباره أرشيفًا ضخمًا يوثق الحياة العامة والسياسية والاجتماعية منذ أكثر من عقد ونصف. ومع غياب الفلتر، يصبح الوصول إلى هذا الأرشيف أصعب بكثير، وربما مستحيلًا في بعض الحالات.
الصحفيون أول المتضررين
لا يقتصر أثر التغيير على المستخدمين العاديين فقط، بل يطاول بشكل مباشر غرف الأخبار والباحثين في مراكز الدراسات، الذين يعتمدون على أدوات البحث للوصول إلى روايات شهود العيان أو لتتبع خطاب سياسي معين عبر الزمن. بعض المراسلين أشاروا إلى أن ميزة البحث عن المنشورات كانت بمثابة “أداة إنقاذ” في التحقيقات السريعة أو أثناء تغطية الأزمات، ما يجعل اختفاءها مشكلة مهنية حقيقية.
في غياب أي رد رسمي، يحاول الصحفيون والباحثون التكيف عبر البحث باستخدام كلمات مفتاحية أكثر دقة، أو اللجوء إلى أدوات خارجية غير رسمية، لكنها حلول محدودة ولا توفر نفس الدقة التي عُرفت بها ميزة فلتر المنشورات.
فهل سيعود الفلتر قريبًا كميزة أساسية بعد ضغط المستخدمين، أم أن فيسبوك دخل بالفعل مرحلة جديدة في تجربة البحث تفرض على الصحفيين والباحثين إعادة التفكير في علاقتهم بالمنصة؟