تفكُّك معسكرات الحرب وانهيارها 

وائل محجوب

بقلم : وائل محجوب

* خلقت خطة طريق الآلية الرباعية واقعًا جديدًا في المشهد السوداني، وهي ستفضي إلى تداعيات تتصاعد تباعًا، وستفضي في مجملها إلى إعادة تموضع داخل معسكر الحرب، وإعادة تنظيم للتحالفات القائمة، وفي مرحلة قادمة وقريبة ستفضي بغير شك إلى تفكيك التحالفات القائمة، وإعادة تشكيلها بشكل يواكب خطى المجتمعين الإقليمي والدولي، ويقود إلى إضعاف القوى الرئيسية في الصراع، بشكل كامل.

* هذه الخارطة ستفضي إلى تفكيك كامل لمعسكر الحرب في بورتسودان الذي تتصدر قواه وتحتل موقع القلب منه الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، لا سيما مع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية والعقوبات بحق قيادات ومؤسسات وشركات القوات المسلحة، وتجاه حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، وهو ما سيقود حتمًا وبالضرورة إلى انهيار هذا الحلف الذي ضم قوى انتهازية التمست السلطة فاقدة الشرعية، تحت النيران واعتبرتها سانحة لجمع أكبر قدر من الأموال، يضاف إلى ذلك حالة عدم الاعتراف بالسلطة وعزلتها، التي ستلقي بظلالها على الجميع، وحالة الانتقال لموقف تفاوضي مما سيعيد حالة الاصطفاف الجهوي للواجهة.

* وما يسري على الجيش في معسكر الحرب في بورتسودان، ينسحب على معسكر تأسيس الذي جمع كذلك قوى تسنمت هذا الصراع، بمزاعم قدرة الدعم السريع وقواته على حسم ميزان الصراع العسكري لصالحه، وحسم دولة الفلول والكيزان، لمصلحة دولة ديمقراطية متوهمة، لا ترتبط بها أي ممارسة لهذه القوات في معانيها ومبانيها، وسيتفكك هذا المعسكر عما قريب، بعد أن تدور الدوائر الإقليمية والدولية تجاه عزلة كاملة للدعم السريع عن معاقل السلطة، وتواصل رفض الاعتراف بأي سلطة يحاول تأسيسها، ومع الموقف المعلن من قبل الآلية الرباعية، الرافض لوجود أيٍ من أطراف الحرب في أي حكم مستقبلي للبلاد.

* هذه القوى التي عينت مندوبًا للأمم المتحدة وسعت لتقديمه كممثل للبلاد هي قوى تفتقد للشرعية، وهي قوى دمرت القوات التي تتبنى الدفاع عنها والحديث باسمها مشروعًا أفضى إلى أكبر حالة نهب وسرقة وقتل لأهل السودان، وهو مشروع لم يعد له مساندين على مستوى العالم، وكذا القوى المساندة له، وستمضي وسينتهي مشروعها بخسارة لا سبيل لإنكارها.

* وأخيرًا، ثمة متغيرات قادمة، فالمتوقع خلال شهر أكتوبر بدء مناقشة مشروع قرارين لاعتبار الحركة الإسلامية ومؤتمرها الوطني من ناحية، والدعم السريع من الناحية الأخرى، تنظيمات وتشكيلات إرهابية من خلال مشروعي قانون تدفع بهما لجنتان على مستوى الكونغرس الأمريكي، وإذا تم اعتمادهما فستنتقل تبعًا لذلك العقوبات نحو خطوات يصعب تجاوزها، أو تخطي آثارها، سيكون عندها قد أحكم الحصار على كامل المشهد السوداني، ولن يكون بمقدور أي طرف إقليمي أو دولي تجاوز هذا الواقع، نحو عزلة كاملة لأطراف الحرب.

 

Exit mobile version