المصرف المركزي للحرب

الاتجاه الخامس

بقلم : د. كمال الشريف

 الحرب هي أرقام.. مختلفة ما بين البشر والمال والأمتار.

هي كذلك:

كم قُتل؟

كم خسرنا؟

كم حررنا؟

كم اعتقلنا؟

وكم.. أخذنا من أمتار أو كيلومترات أو حتى أميال؟

ويحتوي على كم من أموال مزروعة أو محفورة أو سائلة أو مخزنة..

هذه أوصاف حرب السودان التي بدأت منذ ١٩٨٩ بصورة علنية جهرًا وليست سرًا، عنوة وليست دلالة واضحة معالمها، ولكنك تتوتر وأنت تشاهد وتصمت، وهذه هي كهربة حكام الإنقاذ للشعب. تشاهد وتجوع، تشاهد وتتسول، تشاهد وتشارك، تشاهد وتموت وتشاهد وتشارك.

بداية الحرب المضللة الأخيرة كانت من تقسيم سيناريو وضع منذ ترشيح البشير للولاية التي قاربت أن تنتهي قبل الثورة. ويسير حتى الآن بنصف التوقعات.. ولكنه نجح في سلب أموال كثيرة ونجح أيضًا في محاولاتهم في شرعنة المشاركة القادمة.

دفع أهل المؤتمر الوطني من جيوبهم ومن أموال السودان لقيام هذه الحرب مبالغ طائلة، نعم دفعت أكثر من ١٣ مليار دولار للتجهيز لحرب رمضان ٢٣ في مواقع مختلفة، أهمها وأخطرها الحرب العكسية الداخلية.. في أعماق الإنسان.. تجنيد سارقين.. تجنيد مختلسين على مستوى عالٍ من هؤلاء كمثل الذين سرقوا كل كوابل وخطوط الكهرباء التي تم توصيلها في عهدهم في مناطقهم الحديثة المنشية والرياض والعمارات والمجاهدين.

نفس المجموعة التي استوردت هذه المنظومة لتوزيع الكهرباء هي التي خططت لسرقتها وبيعها والآن تعمل في استيرادها وإعادة تركيبها من جديد.

الحرب التي تدور في السودان.. لها أرباح عند من حرض لها ونفذها. خسارات البشر غير محسوبة إطلاقا.. إن كانت محسوبة .. أين فجر القتال وغاز الخردل السائل وغيره من تفجيرات قد تصل للحد النووي في تفصيل بعض المواقع.. وهنا كانت قاصمة ظهر الحرب..

سيناريو حرب أبريل .. لم يبدأ بعد عند سادتها الصغار بحكم أن كبارها قد هرمت سيرتهم كأعمارهم. ونأتي ببرنامج جيل آخر الآن يعملون في الخفاء في إدارة بيع وتهريب الذهب ومنتجات أخرى، ويعمل في استيراد الأسلحة المختلفة ويعمل في دائرة مال تصل لأكثر من ١٤ تريليون دولار كما ذكر في إحدى الدوريات الأفريقية.

إنه جيل لا يعمل لتقسيم البلاد جغرافيًا ولكنه يعمل في تقسيم البلاد إداريًا، والتقسيم الإداري هو الجزء الأكبر المأخوذ من نظرية الإنقاذ القديمة تقسيم السلطة والثروة.

الآن يعملون على تقسيم إداري مختلف عن أبوجا ومشاكوس وصولًا لنيفاشا وحتى في نقاشات جنيف وجدة والمنامة.. نحن الآن في حرب استنزاف .. للإنسان أولًا وللموارد ثانًيا، أخطرها حرب استنزاف الإنسان بتشريده، بسرقته وبتركه في العراء

مريضًا وجاهلاً وضعيفًا وجاهزًا للسيناريو الذي وضع العام ٢٠١٣.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى