أفق جديد – محمد إسماعيل
أقام منتدى السودانيين في مصر بالتعاون مع بيت الشعر ودار يسطرون للطباعة والنشر أمسية شعرية احتفاءً بالشاعر السوداني المقيم في الولايات المتحدة أسامة سليمان، وأدار الأمسية الشاعر يوسف عبد الرضي بمقر المنتدى في فيصل.
ينتمي أسامة سليمان إلى جيل يؤمن بالابتكار الصوري في الشعر، شاعر يمتلك قدرة فذة على الكشف عن مكنونات الذات، حيث يمتزج في قصائده الفكر بالفلسفة، والشعر بالأدب، مثبتًا رسوخ تجربته عبر دواوينه المتعددة منذ إصداره الأول «اجتراح الكتابة».
وقد صدر له أيضًا «صحراء الورقة» (2000)، «وفي شارع من دون لافتة» (2013، القاهرة)، وديوان «قهوة الحرب» عن دار صافي بالولايات المتحدة بترجمة فائزة سلطان.
ينحدر الشاعر من منطقة التكلة أبشر بمحلية الكاملين، وعمل سابقًا محررًا بصحيفة الجزيرة السعودية، إلى جانب مساهماته في عدد من الدوريات والمجلات، قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة منذ أكثر من ثلاثة عشر عامًا.
الأمسية أثارت نقاشًا ثرًا حول قصيدة النثر؛ إذ رأى البعض أنها فتحت الباب أمام كل من أراد الكتابة دون ضوابط، فيما أكد آخرون ضرورة محاكمتها بنماذجها الحقيقية عند كبار شعرائها.
وفي مداخلة الشاعر محمد نجيب أشار إلى أن قصيدة النثر لم تؤسس بعد لقوانين راسخة، وذهب إلى القول إن “من يكتبونها هم شعراء فاشلون”، لكنه أقر بجرأة تجربة أسامة سليمان في هذا المجال، إلى جانب محاولاته في الأشكال التقليدية.
من جانبه، اعتبر الناقد المصري العيسوي أن قصيدة النثر نص شعري حقيقي متى التزم بمعاييره الفنية، مشددًا على أنها قصيدة التنوع والحرية.
كما ربط بين كتابات المتصوفة، مثل ابن عربي والنفري، وبين النصوص النثرية ذات البعد الروحي والمعرفي العميق، التي قد تفوق القصائد العمودية أو قصيدة النثر المعاصرة.
أسامة سليمان أوضح بدوره أنه لا يود الانحياز إلى تقسيمات أو تسميات حادة بين المدارس الشعرية، مضيفًا: “الشعر بالنسبة لي عالم جميل موازٍ ألوذ إليه كلما ضاقت الدروب. إنه دور جمالي بالأساس، لا ينبغي تحميله فوق طاقته”.
وعن صورة المرأة في شعره قال: “الشعر ظل منذ نشأته يدور حول نار المرأة، لا يغادرها إلا ليعود إليها. فهي القصيدة الأطول التي يكتبها الشعراء منذ التمتمات الأولى، وغالبًا يبدأ كل شاعر قصته معها بقصيدة عاطفية”.
واختتمت الأمسية بقراءات من نصوص الشاعر ومشاركات لعدد من شعراء المنتدى، لتؤكد مكانة أسامة سليمان كشاعر يستلهم التراث العربي والاقتباس القرآني في نصوصه، منحازًا إلى شعر الفكرة في مسيرته الإبداعية.