خروج مرير.. المريخ يودّع دوري أبطال إفريقيا مبكراً للموسم الثالث توالياً

ودّع نادي المريخ منافسات دوري أبطال إفريقيا بعد تعادله دون أهداف مع سانت إيلوي لوبوبو الكونغولي في مباراة الإياب التي أُقيمت مساء السبت، ليتأهل الفريق الكونغولي بفضل فوزه ذهابًا بهدف نظيف. ومع هذا الإقصاء المبكر، يكون المريخ قد فشل للموسم الثالث على التوالي في بلوغ دور المجموعات، لكن هذه المرة جاء الخروج في ظل ظروف استثنائية ومعقدة عاشها النادي خلال الأشهر الماضية، جعلت مهمة الفريق في المنافسة الإفريقية شبه مستحيلة منذ البداية.
فعلى مدار الفترة السابقة، عانى المريخ من أزمات إدارية عميقة وعدم استقرار على مستوى القيادة، إذ ظل النادي دون مجلس تسيير فعّال لفترة طويلة قبل أن تُصدر السلطات الرياضية قرارا بتعيين مجلس جديد قبل نحو شهر فقط من انطلاق التصفيات الإفريقية. هذا التأخر في الحسم الإداري انعكس مباشرة على الإعداد الفني، إذ واجه الفريق صعوبات كبيرة في تنظيم معسكراته، وتحديد قائمة اللاعبين المشاركين في البطولة، بل وحتى في تهيئة الأجواء المناسبة للمدرب الصربي داركو نوفيتش الذي تسلم مهامه في ظروف بالغة التعقيد.
المدرب نوفيتش، الذي منحته لجنة التسيير الجديدة صلاحيات واسعة لتقييم المحترفين الأجانب، وجد نفسه أمام فريق غير جاهز بدنيًا وفنيًا، مع لاعبين لم يخضعوا لتحضيرات كافية، في وقت كانت فيه الأندية الإفريقية الأخرى تُكمل أسابيع من المعسكرات المكثفة والمباريات الودية التحضيرية. وبحسب تقارير صحفية محلية، أبدى المدرب تحفظات على أداء عدد من اللاعبين الأجانب، وعلى رأسهم النيجيري جيدي فاتكون والمالي فادي كوليبالي، إضافة إلى الثنائي ميكيل دياو وأوبينو تشيسالا، معتبرًا أن أداءهم لا يتناسب مع متطلبات المنافسة القارية.
لكن المشكلة، وفق متابعين، لم تكن فنية فحسب، بل إدارية في المقام الأول. فقد دخل المريخ البطولة وهو يمر بمرحلة انتقالية على مستوى القيادة، ما أدى إلى غياب الاستقرار المالي والتنظيمي، وبالتالي ضعف التحضير العام للفريق. وحتى بعد وصول لجنة التسيير الجديدة، كانت المهام جسيمة والوقت ضيقًا، ما جعل الهدف الواقعي هو الحفاظ على صورة مشرفة أكثر من السعي للتأهل إلى مرحلة المجموعات.
على مواقع التواصل الاجتماعي، أبدت جماهير المريخ تعاطفًا واسعًا مع الفريق، معتبرة أن اللاعبين والجهاز الفني كانوا ضحايا لظروف خارجة عن إرادتهم. وكتب أحد المشجعين على منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “كيف لفريق لم يستقر إداريًا منذ فترة طويلة أن ينافس على البطولة الأقوى في القارة؟”. فيما قال آخر على فيسبوك: “ما حدث ليس فشلًا، بل نتيجة طبيعية للواقع الإداري المأزوم”. ورأى البعض أن الأمل الآن في أن يكون هذا الخروج بمثابة نقطة انطلاق جديدة نحو إعادة بناء الفريق على أسس سليمة.
ويأمل أنصار النادي أن يتم توظيف الخروج القاري الأخير كدرس قاسٍ يدفع الجميع، من إدارة ولاعبين وجماهير، إلى العمل بجد لإعادة بناء فريق قادر على استعادة بريق الأحمر الذي طالما كان أحد أعمدة الكرة السودانية وأحد رموزها في القارة الإفريقية.

 

Exit mobile version