هل تصلح القاهرة ما أفسده الاتحاد الأفريقي؟

من على الشرفة

طاهر المعتصم

طاهر المعتصم
فشلت جهود الاتحاد الأفريقي في جمع أهل السودان على كلمة سواء، تحفظ وحدة أرضهم وسيادة شعبهم، لعدم الترتيب والتنسيق ووضع معايير تخاطب جذور الأزمة، وصل وفد من بورتسودان إلى إديس أبابا العاصمة الإثيوبية ليعلن فشل مبادرة الاتحاد الأفريقي، ولم يكونوا بحاجة إلى تكبد مشاق الطيران إلى الهضبة الإثيوبية والإقامة في فنادقها ليعلنوا ذلك.
وآفة بلادنا عدم البناء على ما سبق، في يوليو من العام الماضي، بدعوة من وزارة الخارجية المصرية، انعقدت اجتماعات بين الفرقاء السودانيين كنت ممن شهدوا عليها، الوسطاء المصريون تركوا ممثلي القوى المدنية والسياسية والحركات المسلحة إن شئت المليشيات الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، يجلسون وحدهم دون أي تدخل من الوسطاء.
وبعد اجتماعات ليومين نجح ممثلو القوى المدنية في صمود وفي الكتلة الديمقراطية وأحزاب خارج الكتلتين في التوافق على بيان ختامي، لكن جهة ما لا ترغب في إنهاء الأزمة أوعزت لثلاثي اتفاق جوبا عدم الموافقة على البيان الختامي، الذي كانوا جزءًا من إعداده، الجهة التي لا ترغب في توافق وطني، فشلت عبر التحكم من بُعد في تغيير قناعة الاتحادي الديمقراطي الأصل والأمة جناح مبارك الفاضل وعدد من عضوية الكتلة الديمقراطية الذين تمسكوا بمصلحة السودان.
لاحقًا في مؤتمر لندن في أبريل من العام الجاري بمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع النزاع في السودان، أكد المجتمعون على أن النسخة الأولى من مؤتمر القاهرة للقوى المدنية والسياسية يتوجب البناء عليها، وفي جنيف أيضًا تم التأكيد على نفس الأمر، وخاتمة التأكيد جاء في بيان الرباعية الدولية الشهر الماضي.
من المجدي أن تتكامل جهود الاتحاد الأفريقي مع القاهرة، للاستفادة من الخبرة المصرية التي تبذل جهودًا في جبهات مختلفة آخرها اجتماعات أطراف غزة، التي تنعقد هذه الأيام في قاهرة المعز، وذلك للبناء على ما سبق في يوليو 2024 في النسخة الأولى من مؤتمر القاهرة.
وعلى القوى المدنية والسياسية في صمود والكتلة الديمقراطية وغيرهم من القوى المدنية، أن يتجدد عزمهم وتتوحد إرادتهم نحو حل للأزمة السودانية، فالشعب السوداني الذي لجأ ونزح ملايين من أبنائه، خبروا قسوة الصراع المسلح، في تعامل بعض الأنظمة معهم، وشاهدي ما يمارس من خطاب كراهية وأجواء مسمومة ضد اللاجئين السودانيين في بعض مدن ليبيا الشقيقة، وصل الأمر إلى التعنت في بعض المناطق في إلحاق أبنائهم في المدارس.
دع عنك معاناة أهل السودان في الداخل من جائحة حمى الضنك والملاريا، والجوع الذي يستخدم كسلاح في فاشر السلطان وفي الدلنج عروس الجبال، مع أزمة اقتصادية أدت إلى تدهور العملة الوطنية تدهورًا غير مسبوق.
القاهرة الأكثر تأهيلًا لجمع الفرقاء السودانيين، والأزيد في الخبرة بمعرفة جذور الأزمة وصاحبة الثقة لدى أغلبية الأطراف السودانية والعربية والإسلامية، ودون شك الدولية بما فيها الرباعية، المطلوب أن تبادر مع الاتحاد الأفريقي في التواصل مع الكتل المدنية والسياسية السودانية وتحصن الجهود من الجهات التي تحاول تمديد الأزمة، لعل أهل السودان ينعمون بضوء في نهاية النفق، يغلق باب التقسيم والتشظي.

 

 

Exit mobile version