عثمان يوسف خليل
أخوى عباس رجل بشوش وذو طرائف وجرابه من اللهجة والأمثال يفوقنا نحن عيال أم مريوم عليها رحمة الله، عباس اكترنا حظاً لأنه كان لصيقاً بوالديه، فمن أبونا الله يرحمه تعلم فنون الزراعة ودروب التجارة، أما من الحاجة التي كانت تناديه العباس سمع الحكم والنوادر.
عباس تواصل معي اليوم وبعد أن طمني عليه وعلى الجميع شكى لي من الحر اللازع وحارق ويذكرني إنهم في موسم الدرت وما أدراك ما موسم الدرت..
دعونا في الأول نحاول أن نعرف ما معنى كلمة الدرت، في الحقيقة وقبال اليوم كنت أعتقد أنها أعجمية الأصل أو نوبية باعتبار أنهم هم أدخلو كل مصطلحات الزراعة خاصة الدناقلة.. لكن ولدهشتي اكتشفت غفلتي، قول لي كيف؟ أقول ليك، عند بحثي عن معنى الدرت وجدت أن الكلمة عربية أباً عن جد، ثم ويا خجلتي وأنا ود الجزيرة نسيت أن هناك اشتقاق مهم للكلمة وأهلنا عندهم احتفالية مشهورة بقولوا (البقرة دي داره للحليب) يعني مترعة ضرعاته حتى إنك تقدر تشتم منها رائحة اللبن..
نرجع لموسم الدرت تاني.. وهو وقت نضوج محصول الذرة في هذه الفترة التي تحتاج تنضج إضافة إلى محاصيل أخرى مثل الفول السوداني واللوبيا أما القطن فذلك محصول السودان المدلل وغالباً ما يحصد في نهاية العام.. ولأن طبيعة المزارعين في كل الدنيا الفرح بمنتوجهم فتجد وقتئذٍ إن لا حكاوي إلا عن فلان جاب كم سوال عيش وعلان ما نتّج والدرت موسم أعراس وأتراح وتنتعش فيه الدكاكين بيعاً وشراء ومجالس السمر ..
الله يخدر ضراعكم وضرعات سعياتكم ..
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة