ضربة حرة.. موسيقى لا تُقهر
الموسيقار علي الزين: "الحرب سرقت منا الكثير... لكنها لا تستطيع أن تأخذ الموسيقى، لأنها جزء من أرواحنا

محمد إسماعيل – أفق جديد
في أمسية دافئة من أمسيات القاهرة، استضاف مقهى عندليب الثقافي فعالية منتدى ضربة حرة مساء السبت الماضي، ضمن شراكة حيوية بين مركز علي الزين للثقافة والفنون ومقهى عندليب، الذي بات أحد أبرز الفضاءات الثقافية للجالية السودانية بالعاصمة المصرية، حيث يجتمع الفن والإبداع والذاكرة.
تميزت “ضربة حرة” بطابعها الإنساني المختلف، إذ خُصصت الأمسية هذه المرة للتوعية بسرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر، بمبادرة من مجموعة من النسويات والشابات، وبمشاركة الدكتورة هبة التي قدمت مداخلات علمية وتوعوية قيّمة، فتحت الباب أمام نقاشات ثرية وحوار إنساني راقٍ.
تواصل المنتدى في أجواء مفعمة بالبهجة والموسيقى والشعر، حيث إفتُتحت الأمسية بمشاركة الفنان الكبير الهادي الجبل، تلاه أداء مميز لفرقة عهد الجلاد بقيادة الموسيقار شمت محمد نور، الذين أضفوا على الأمسية نكهة من الحنين والفن الأصيل.
هجرة لم تخنق الموسيقى
عُرف علي الزين بدوره الرائد في توظيف الموسيقى كأداة لبناء السلام وتعزيز الوعي الثقافي. بدأ مشروعه الثقافي منذ عام 1997 بتأسيس مركز علي الزين للثقافة والفنون في بحري – السودان، والذي رغم إغلاقه المتكرر وملاحقته من الأجهزة الأمنية، ظل نافذة حرة للشباب ومساحة للتعلم والإبداع، خصوصاً في دراسة الموسيقى.
ومع إندلاع الحرب الأخيرة في السودان، اضطر الزين إلى النزوح نحو القاهرة برفقة أسرته، لكنه كما يقول: “لم يسمح للحرب أن تخنقه”.
ويضيف في حديثه لـ”أفق جديد”: “حين وصلت القاهرة، فكرت في كيفية المساهمة في مداواة الجروح النفسية التي خلفتها الحرب، فأعدت تأسيس مركز علي الزين لتعليم الموسيقى، بمشاركة الأصدقاء في القاهرة وخارجها، حتى صار المركز يضم استوديو وقاعة تدريب ومكتبة… إنه جهد جماعي، لا يخصني وحدي.”
عازف الأمل
يرى الزين أن فكرة ضربة حرة تقوم على خلق مساحة حرة لكل المبدعين من موسيقيين، ومغنين، وتشكيليين، وخطاطين، ليعبر كلٌّ منهم بطريقته عن رؤيته للعالم، مؤكداً أن المركز لا يعلّم الفنون فقط، بل يصنع الأمل.
ويختتم حديثه قائلاً:
“ربما تسرق الحرب الكثير، لكنها لن تسرق الموسيقى… لأنها تسكن أرواحنا.”
مقهى عندليب.. بيت الثقافة في المنفى
يُعد مقهى عندليب إمتداداً لدار منشورات عندليب للطباعة والنشر التي كانت تتخذ من الخرطوم مقراً لها قبل أن تدفعها الحرب إلى الإنتقال إلى القاهرة، حي فيصل.
ومنذ ذلك الحين، أصبح المقهى منبراً مفتوحاً للأنشطة الثقافية والفنية، يرحب بالشباب والمبدعين، ويحتضن فعاليات متنوعة من بينها منتدى الكتاب وقراءات نقدية، إضافة إلى فعالية ضربة حرة الأسبوعية، وورش الكتابة والفنون، وحفلات التوقيع وتدشين الإصدارات الجديدة.