ولاية الجزيرة .. تفشي التهاب الكبد الوبائي

أفق جديد

بسبب ظروف الحرب والتردي البيئي وتلوث المياه، إنتشر إلتهاب الكبد الوبائي بولاية الجزيرة ليهدد حياة المواطنين في ظل النقص الحاد في اللقاحات والأدوية، وقلة الكوادر الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية.

مؤخراً، كشفت وزارة الصحة عن تفشي إلتهاب الكبد الوبائي في ولاية الجزيرة، حيث رُصدت 102 حالة خلال أسبوع، فيما تزايد إنتشار حمى الضنك في الخرطوم.

ويُخشى أن يتزايد إنتشار الأوبئة خلال الفترة المقبلة بعد وصول مناسيب الأنهار إلى مرحلة الفيضان في ست ولايات، خاصة في ظل تعرض المرافق الصحية لدمار واسع في سياق النزاع الحالي.

أفاد المواطن عمار عادل، من سكان حي “مارنجان” بمدينة ود مدني لـ”أفق جديد”، أن التلوث البيئي وتراكم النفايات والمياه الملوثة أسهما في انتشار الوباء داخل أحياء المدينة والقرى المجاورة.

وأوضح عادل أن المستشفيات تُعاني تدهوراً مريعاً في تقديم الخدمات الصحية، الأمر الذي يتطلب ترتيبات خاصة لمجابهة المرض.

وحسب إختصاصي الباطنية د. محمد عبد الله، فإن إلتهاب الكبد الوبائي عادة ما يرتبط بالظروف الصحية السيئة، وتردي خدمات الصرف الصحي، وعدم توفر المياه النظيفة في مناطق مختلفة من السودان، ما يجعل البيئة ملائمة لإنتشار فيروس إلتهاب الكبد الوبائي بشكل خاص.

وأشار عبد الله في حديثه لـ”أفق جديد” إلى أن الفيروس ينتقل عن طريق تناول المياه والأطعمة الملوثة ببراز شخص مصاب، خاصة في المجتمعات التي تعاني من ضعف خدمات الصرف الصحي.

وأوضح أن أعراض المرض تشمل آلاماً حادة في البطن، والغثيان، والإسهال، والحمى، وشدد على ضرورة غسل الأيدي بشكل دائم بالصابون والماء قبل تناول الأطعمة.

وتعاني مناطق عديدة في السودان من إنتشار للأوبئة، منها الكوليرا، وحمى الضنك، والملاريا، و إلتهاب الكبد الوبائي، وسط نقص حاد في الأدوية وقلة الكوادر الطبية في المستشفيات.

وفي حديثها لـ”أفق جديد”، ناشدت المواطنة آمال صلاح، التي تسكن مدينة الحاج عبد الله، بتوفير لقاح الكبد الوبائي باعتباره فعالاً للوقاية من العدوى، خاصة للأشخاص غير الملقحين.

وأضافت قائلة: “حالات الإصابة كبيرة، ولا بد من رفع الوعي للمواطنين الذين يعانون من تردي البيئة وتلوث المياه ونقص الخدمات الصحية اللازمة”.

وقال مركز عمليات الطوارئ بوزارة الصحة، في بيان تلقته “أفق جديد”، إن “عدد الإصابات المُبلّغ عنها من إلتهاب الكبد الوبائي وصل إلى 102 إصابة بولاية الجزيرة خلال أسبوع واحد”.

وكشف المركز عن رصد 3126 إصابة بحمى الضنك خلال الفترة من 20 إلى 26 سبتمبر الحالي، منها 78% في الخرطوم، والبقية في الجزيرة والنيل الأبيض.

وأشار إلى أن حالات الكوليرا الجديدة بلغت 641 إصابة في 14 ولاية، منها 38% سُجلت في جنوب كردفان.

وشدّد البيان على أهمية صحة البيئة والرقابة على الأغذية من خلال الأنشطة المنفذة، منها توزيع الكلور على عدد من الولايات، ونقل 16,528 طناً من النفايات بنسبة 76%.

وأوضح أن المكافحة تشمل الأطوار المائية داخل وخارج المنازل، والرش، والمسح الحشري، وتوزيع الناموسيات بمحليتي عطبرة وأبو حمد بنهر النيل.

وأكد مركز عمليات الطوارئ تأثر 15 محلية تقع في ولايات الجزيرة، والشمالية، والنيل الأبيض، حيث تضررت 386 أسرة و1876 فرداً.

قرية “التنوبة” التي تقع بمحلية مدني الكبرى، وحدة “الشبارقة”، شهدت مؤخراً إنتشاراً واسعاً لإلتهاب الكبد الوبائي ما أقلق مضجع المواطنين.

“منازل القرية كانت سكناً لعناصر مليشيات الدعم السريع لأكثر من عام، وكانوا يقضون حاجتهم داخل الغرف وفي العراء، والجثث متحللة في الشوارع”، أفاد المواطن عبد الباقي الهميم، وأضاف في حديثه لـ”أفق جديد”: “سرعان ما إنتشر التهاب الكبد الوبائي في أوساط سكان القرية التي كانت طيلة تاريخها تنعم بالأمن والسلام”.

إلتهاب الكبد (A)

إلتهاب الكبد (A) هو إصابة شديدة العدوى تحدث في الكبد، ويسببها فيروس إلتهاب الكبد (A). وتجدُر الإشارة إلى أن هذا الفيروس هو أحد أنواع فيروسات إلتهاب الكبد المتعددة التي تسبب إلتهاب الكبد، وقد تؤثر على قدرة الكبد على العمل بشكل طبيعي.

وتحدث الإصابة بإلتهاب الكبد (A) على الأرجح نتيجة تناول طعام أو شراب ملوث، أو نتيجة للمخالطة اللصيقة بشخص أو شيء حامل للمرض. لا تحتاج الحالات المتوسطة إلى العلاج، إذ يتعافى معظم المرضى تماماً دون حدوث ضرر دائم في الكبد.

ويمكن منع انتشار الفيروس من خلال الحفاظ على مستوى جيد من النظافة، بما في ذلك غسل اليدين بشكل متكرر. كما يمكن الوقاية من الإصابة بتلقي اللقاح المضاد له.

إلتهاب الكبد (B)

إلتهاب الكبد (B) عدوى كبدية خطيرة يسببها فيروس إلتهاب الكبد من النوع (B) ‏(HBV). بالنسبة لمعظم المرضى، يكون إلتهاب الكبد (B) قصير المدى، وهو ما يُعرف بالإلتهاب الحاد، ويستمر أقل من ستة أشهر. بينما بالنسبة لآخرين، تصبح العدوى مزمنة، ما يعني أنها تستمر لأكثر من ستة أشهر.

يزيد إلتهاب الكبد (B) المزمن من خطر الإصابة بفشل الكبد وسرطان الكبد والتشمع. يُشفى معظم البالغين تماماً، حتى إن أُصيبوا بأعراض شديدة، بينما يُصاب الأطفال والرضع غالباً بعدوى مزمنة طويلة الأمد.

يمكن أن يمنع اللقاح الإصابة بفيروس إلتهاب الكبد (B). ويعتمد العلاج على ما إذا كان الإلتهاب حاداً أم مزمناً، وقد يحتاج بعض المرضى إلى أدوية أو إلى زرع كبد في الحالات المتقدمة.

إلتهاب الكبد (C)

إلتهاب الكبد (C) مرض مزمن يتفاقم في الجسم دون أعراض ملحوظة، وتتداخل أعراضه مع الإنفلونزا، مما يجعل إكتشافه صعباً . وغالباً ما تتفاقم الحالة لتصل إلى تليّف الكبد أو فشله.

يوجد الفيروس المسبب في دم المصاب، وتتشابه طرق العدوى مع النوع (B).

إلتهاب الكبد (D)

يُعد من الأنواع غير الشائعة، إذ لا يصيب إلا من لديهم التهاب كبد (B)، لأن فيروسه يحتاج إلى الفيروس المسبب للنوع (B) للبقاء نشطاً.

يوجد الفيروس في دم المصاب، وتتطابق طرق انتقاله مع النوعين (B) و(C).

إلتهاب الكبد (E)

أحد أنواع إلتهاب الكبد المنتشرة عالمياً، ويوجد منه أربعة أنماط جينية، نوعان يصيبان البشر ونوعان الحيوانات.

يسبب مرضاً خطيراً يُعرف باسم “إلتهاب الكبد الحاد المؤدي للوفاة لبعض المصابين”، ويشبه النوع (A) في كثير من الخصائص، لكنه يختلف بكونه ينتقل أيضاً عبر الحيوانات (zoonotic).

يشكل خطراً كبيراً على الحوامل، وقد يؤدي إلى مضاعفات مثل جلطات الدم (DIC) بسبب ضعف المناعة وتوسع الأوعية الدموية.

يُشفى المصابون عادة خلال أسبوعين إلى ستة أسابيع، ولا يوجد علاج محدد له، وإن كانت بعض الحالات تعالج بالأدوية المضادة للفيروسات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى