
أفق جديد
أثار اعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي في السودان، حيث تباينت ردود الأفعال بين مشاعر القلق والغضب، ومخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية في الإقليم الذي يشهد نزوحاً واسعاً منذ أيام.
تصدّر وسم #الفاشر قوائم التفاعل في منصات «إكس» و«فيسبوك»، حيث عبّر كثير من الناشطين عن خشيتهم من اندلاع موجة جديدة من العنف والانتقام في المدينة التي تضم خليطاً سكانياً من مختلف المكونات القبلية.
في المقابل، اعتبر مؤيدون لقوات الدعم السريع أن السيطرة على الفاشر تمثل «نهاية للحرب في دارفور» وبداية مرحلة جديدة من «إدارة الإقليم بشكل موحد»، بينما وصف آخرون ما جرى بأنه «ضربة قاسية للجيش وللاتفاقات السياسية السابقة، خاصة اتفاق جوبا للسلام».
وتداول مستخدمون صوراً ومقاطع فيديو تُظهر انتشار قوات الدعم السريع في أحياء المدينة ومحيط المقار العسكرية، وسط تقارير عن نزوح آلاف المدنيين نحو مناطق أكثر أمناً.
سياسياً، التزمت الجهات الرسمية الصمت حيال التطورات في الفاشر، إذ لم يصدر أي تعليق من قيادة الجيش أو من حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي حتى مساء الأحد. هذا الصمت فُسّر على نطاق واسع بأنه انعكاس لحالة الارتباك التي تعيشها مراكز القرار في بورتسودان بعد سقوط المدينة، خصوصاً وأن مناوي فقد عملياً سلطته على الإقليم الذي كان يديره بموجب اتفاق جوبا.
وفي المقابل، يعيش أنصار الجيش وحركة مناوي على وسائل التواصل الاجتماعي حالة من الإنكار، مؤكدين أن الفاشر «ما زالت صامدة»، رغم انتشار عشرات المقاطع المصوّرة التي بثها منسوبو الدعم السريع من قلب المدينة، بما في ذلك من داخل مقر الفرقة السادسة مشاة ومناطق رمزية في وسط المدينة.
يرى مراقبون أن سقوط الفاشر يمثل نقطة تحوّل حاسمة في مسار الحرب الدائرة في السودان، إذ بسطت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على إقليم دارفور، ما يمنحها عمقاً استراتيجياً واسعاً وحدوداً مفتوحة مع خمس دول أفريقية. كما يضع الجيش في موقف دفاعي صعب سياسياً وعسكرياً، ويعيد خلط الأوراق.