الفِجّة: أنَزِغم

بقلم :  عثمان يوسف خليل

هل جربت أن تنزَغِم في مواصلات أو أي زحمة؟ أو كمان من أي موقف من المواقف الحرجة في حياتك؟ وبعبارة أخرى هل تعرف حكاية الانزغام دي، استحلفك ألا تزوغ قبل أن أكلمك عن حكاية  كلمة (انزغم) دي نطت غصب عني في سطور رساله قصيرة كنت كتبتها لصديق، أظن أن الكلمة دي كانت مستكينة بالسنين والدِنين (أها السنين دي عرفناها الدِنين دي شن خبرها).. بمناسبة الاستكانة وكما تعرفون هي فعل تقوم بعض مخلوقات الله أشهرها الضفادع التي تمارسها كل شهور الشتاء..

 بالرجوع لكلمة أنزغِم فالكلمة دي أحس فيها تنغيم عجيب والأعجب أنني أحس أن لها علاقة تضاد بالزوغان، وما له من حكاوي اشتهرت في زمن نظام مايو خاصة في دواوين الخدمة المدنية، وامتدت للمدارس خاصة المتوسطة والثانوية حتى أن البعض إن أراد أن يعجزك من مجاملة يدعوك قائلًا (ياخي أعمل زايغ) وفي لغة شباب اليوم (الراندوك) تجدهم يقولون عملت ليك زغبير يا عمك، إشارة إلى زوغانه..

رغم إعجابي بكلمة الزوغان لكني خفت أن يشعر أصحابي الناطقين بها أني أقصد التَزوُّق وتلك لها عندنا ألاعيب، فقد تم تبديل الزين المسكينة دي لضاد لتصبح الضواقة (بالله ده كلام)، وقد تجد في القرى وبعض الأحياء عادة تمارسها الجارات حيث تجد الواحدة منهن متاوقة فوق الحيطة تنادي (يا حليمة الرسول عليك ضوقي لى ملاحي ده) وبتكون في تلك اللحظة مادة كنشها بما فيه من ملاح.

هناك كلمة يبدو أنها ذات علاقة بكلمتنا اليوم إلا وهي كلمة الذوق ونحن في لغتنا الدارجة ننطقها (الزوق) التي تعني الشعور الطيب والتهذيب.. ووردي له أغنية مشهورة يا سليم الزوق التي اشتهرت عند ظهورها لتصبح اسم لثوب نسائي (سليم الزوق).. أما صاحبه أبو آمنة حامد فقد لفح ذلك التوب وطوق به

رأس محبوبته التي جعلها رمز لكل نساء بلادي بقوله (التوب المهفهف فوق أم الضفائر، وكم كنتم مرهفين يا ناس وردي..

المملكة المتحدة

 

Exit mobile version