
لا تنشر الممثلة الأمريكية والحائزة على جائزة الأوسكار أنجلينا جولي على وسائل التواصل الاجتماعي كثيرًا، ولكن عندما تفعل، فإنها تستخدم منصتها للدفاع عن الحقوق الإنسانية وتسليط الضوء على معاناة الشعوب المنكوبة حول العالم.
وفي آخر منشور لها على إنستغرام، استخدمت أنجلينا جولي صوتها لتسليط الضوء على المأساة الإنسانية في مدينة الفاشر، بعد سقوطها في يد قوات الدعم السريع عقب أكثر من 500 يوم من الحصار.
قالت جولي في تعليقها:”سقطت الفاشر في دارفور في يد قوات الدعم السريع شبه العسكرية بعد 500 يوم تحت الحصار. ظلت المدينة على مدى عقدين من الزمان موطناً للعائلات الهاربة من العنف، وهو أحد الأماكن القليلة المتبقية حيث يمكن للمدنيين أن يجدوا قدرًا من السلامة. سقوطها يعني انهيار الحماية لمئات الآلاف من الناس الذين كانوا بالفعل يواجهون مجاعة من صنع الإنسان.”
وأضافت أن أكثر من ربع مليون مدني محاصرين داخل المدينة، نصفهم أطفال، مشيرة إلى أن صور الأقمار الصناعية أظهرت مقابر جماعية وأراضي ملطخة بالدماء، وهي مؤشرات على وقوع عمليات قتل جماعي.
كما أوضحت أن ما يُعرف بـ”الدعم السريع وهي امتداد لمليشيات الجنجويد التي ارتكبت الإبادة الجماعية في دارفور عام 2003 متهمة اليوم مجددًا بارتكاب جرائم إبادة وقتل جماعي وعنف جنسي وتدمير قرى بأكملها.
واستعادت جولي ذكريات زيارتها لدارفور قبل 21 عامًا، قائلة إن الشعب السوداني “عانى طوال عقدين من الصراع والتشريد وانعدام الأمن”، قبل أن تنقل شهادة صديقتها الشاعرة الأمريكية من أصل سوداني إيمي محمود، التي قالت:
“لقد شاهدت مقاطع فيديو للخنادق الممتلئة بأجساد الأصدقاء والجيران وأفراد العائلة. هناك تقارير عن عائلات بأكملها معلقة من الأشجار.”
وحذّرت جولي من أن الشعب السوداني تُرك مجددًا يواجه الموت دون مساعدات تُذكر، داعية المجتمع الدولي والجمهور إلى دعم المنظمات التي يقودها سودانيون داخل البلاد.
وقد لاقى منشورها تفاعلًا واسعًا من متابعيها حول العالم، الذين أشادوا بموقفها الإنساني، مطالبين بضرورة تسليط الضوء على ما يجري في السودان، وبتحرك عاجل لحماية المدنيين ووقف الجرائم في دارفور.