أين رئيس حكومة بورتسودان؟

 

بقلم : إبراهيم هبّاني

يتزايد السؤال في بورتسودان حول غياب رئيس الحكومة كامل إدريس، رغم إعلان عودته وصور الاجتماعات التي بثتها المنصات الرسمية.

فالصحافة لم تره، والشارع لم يشعر بوجوده، فيما واصلت حكومة الأمر الواقع التي رحلت من العاصمة إلى ثغر السودان، العمل دون أن يظهر رأسها التنفيذي.

غياب كامل إدريس لم يعد مسألة شخصية، بل أصبح مؤشراً على أزمة أعمق: من يدير الدولة فعلياً؟

فمنذ اندلاع الحرب، تراجعت صلاحيات الحكومة المدنية، وتعددت مراكز القرار بين جهات عسكرية، ومستشارين نافذين، وبقايا نفوذ إخواني يتحرك داخل الفراغ.

أمام هذا المشهد، يصبح وجود رئيس الحكومة — أو غيابه — تفصيلاً لا يغير الصورة.

في المقابل، يزداد الحديث داخل بورتسودان عن مشروع “حكومة حرب” بقيادة شخصية عسكرية، بينما تدفع الرباعية الدولية نحو تسوية تُوقف الحرب.

وقد برز ذلك في حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدعم من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بشأن ضرورة وقف نزيف الدم السوداني.

السودان اليوم لا يعاني من غياب رجل واحد، بل من غياب دولة تملك مركز قرار واضح.

وحتى يعود رئيس الحكومة إلى المشهد، يبقى السؤال قائماً: هل بورتسودان تُحكم… أم تُدار؟

Exit mobile version