استيلاء قوات الدعم السريع على حقل هجليج النفطي يفاقم أزمة السودان الاقتصادية

بقلم برايان كيبرونو dawan.africa

عمّقت الحرب الدائرة في السودان من تداعياتها الاقتصادية بعد سيطرة قوات الدعم السريع، يوم الاثنين، على حقل هجليج النفطي، أكبر منشأة لإنتاج ومعالجة النفط في البلاد والشريان الرئيسي لصادرات جنوب السودان. وأدى الهجوم إلى توقف كامل للعمليات النفطية وإجلاء العاملين الذين نُقلوا على عجل إلى ولاية الوحدة في جنوب السودان.

وقال مهندس سوداني من موقع الإخلاء إن الساعات الأخيرة في الحقل كانت “فوضوية ومخيفة”، مضيفًا: «أطفأنا كل شيء وغادرنا بأسرع ما يمكن. هذا النفط في معظمه ملك لجنوب السودان، وما حدث يضع جوبا أمام أزمة حقيقية».

ويُعد حقل هجليج محورًا حيويًا لاقتصادات البلدين، إذ تعتمد جوبا على عائدات النفط التي تشكّل أكثر من 90% من دخلها القومي، فيما يمثل خط الأنابيب الممتد إلى بورتسودان مصدر دخل أساسيًا للحكومة السودانية. ومع تعليق الإنتاج إلى أجل غير مسمّى، يدخل البلدان مرحلة جديدة من الضبابية المالية.

وأعلنت قوات الدعم السريع أن سيطرتها على الحقل تُعد “حدثًا محوريًا”، مؤكدة أنها دخلت المنطقة لـ”حماية المنشآت من التخريب”. بينما أقرت القوات المسلحة السودانية بانسحابها من الموقع “لتجنب الإضرار بالبنية التحتية للطاقة”.

ويمثل سقوط هجليج تحولاً لافتًا في مسار الحرب التي أسفرت حتى الآن عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص. وبعد إحكامها السيطرة على معظم دارفور، واصلت قوات الدعم السريع تقدمها داخل إقليم كردفان الغني بالنفط والذهب والأراضي الزراعية.

وتأتي السيطرة على هجليج بعد أيام من غارة بطائرة مسيّرة في جنوب كردفان استهدفت روضة أطفال ومستشفى، ما أسفر عن مقتل 114 شخصًا بينهم 63 طفلًا، في هجوم أدانته منظمة الصحة العالمية ووصفته بأنه “عبثي وغير مبرر”.

وزاد من قتامة المشهد إعلان شركة البترول الوطنية الصينية (CNPC)، أحد أكبر المستثمرين في قطاع النفط السوداني، نيتها الانسحاب بالكامل بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.

ومع توقف الإنتاج في أكبر الحقول النفطية ونزوح الملايين وتراجع الاستثمارات، يبدو أن الحرب في السودان تتجه نحو مزيد من التصعيد الاقتصادي والإنساني، ما يهدد استقرار المنطقة بأكملها ويضع مستقبل الشعبين السوداني والجنوبي في مهب الريح.

Exit mobile version