وطن هش وطفولة رخوة


*نمارق الجاك*

وهذا وجه العجب انه عاش اصلاً رغم الطاعون والمجاعات_والحروب وفساد الحكام “الطيب صالح” عبارات لخصت؛ فترة الأوبئة ومأساة إنسانية ناجمة عن الحروب وأزمة الإدارة تفاقمت بغياب المساعدات الضرورية .
لم تكن الحظوظ موزعة بالتساوي الحكومات تخفق، والمشيئة الإلهية تغير المعادلة بين سياسات مغلوطة وإيمان راسخ، تنشأ المنظمات الحقوقية محاولة مد يد العون، لتتخذ من العشرين من نوفمبر باليوم العالمي للأطفال في عالم تتقاسمه ألسنة اللهب ورمضاء الحروب، وأزمة الغذاء والتغيرات المناخية المزعجة التي تؤثر على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتلقى على كاهل هؤلاء الأطفال مهانة وأعباء، وربما التجنيد الذي لم يسلم منه أطفال السودان في حرب 15 أبريل.
لقد أخفقت الأرقام أن تعكس الألم اليومي وأن تحكي مدى قسوة الحياة أمام تلك العيون الناعسة والخصلات المبعثرة، لا تعرف المدافع حلم الطفولة، تقذف من كل جانب لا تراعي هزال الأجساد ولا الرعب الذي يتطاير من العيون، ثمة نداءات خجولة نادت بوقف الحرب عشان عيون أطفالنا ما تضوق الهزيمة، وأخرى أنتجت مسرحاً في الخرطوم يستجم من رحى حرب ضروس، ليكن الحال مائل دفع بالشباب إلى محرقة الحرب والأطفال إلى غضبها، واستخدم التجويع كسلاح حرب، وهي استراتيجية كريهة مورست في الفاشر السلطان وكادوقلي، من يخبر تلك الصغار بأن الدعسوقة والقط الأسود يصلحان كل شيء وينقذان العالم من الشر
إن بلداً مشغول بالحرب تشربه الفساد من الطبيعي جداً لا يوزع بالونات ولا كعك في مخيمات النازحين لكن الحد الأدنى الذي يوفر الكرامة ويخلق مساحة وعي بأهمية التنشئة السليمة والتعليم كحاجة؛ ملحة ربما يفعل هؤلاء الأشبال ان وجدو المناخ المناسب ما لم نستطيع فعله لأن تكلفة الجهل أعلى من تكلفة التعليم حسب الاستراتيجية الألمانية” أنجيلا ميركل”

ساهم الإعلام الرسمي في ترسيخ العسكرة والاحتراب  “بل بس” في حرب الكل فيها خاسر لا محالة، لذا وجب ان يتحرر الإعلام وان يدعو المنظمات إلى التدخل؛ وان تقول السلطة الرابعة توقفوا لا تصرفو؛ أموال حليب الأطفال على السلاح  “عشان عيون أطفالنا ما تضوق؛ الهزيمة ”
أتون الحرب تغدو الأمومة هماً واعباء الطعام والكساء والدواء هاجس؛ وكابوسا يطرد النعاس من الجفون والاجساد؛ المنهكة في سبيل اللاشيء؛ إذا يقع على الأطفال أن تعمل؛ حيث تغيب الحقوق وتنتهك؛ الكرامة وليست بالخبز وحده يحى الإنسان.
في بلد دمرته الحرب وانهارت شبكات ضمانه؛ وغدت الرعاية الصحية شحيحة  وانعدامت_ مطلوبات ملحة وظل السؤال مطروح على طاولة مجهولة هل يغدو الحلم بوطن سالم واقعاً حيا ام اضغاث أحلام ؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى