هندي ينجو من رصاص الدعم السريع بعد إتهامه بالتجسس لصالح الجيش


ديانا ساهو – صحيفة تايمز أوف إنديا

تحوّل حلم شاب من ولاية أوديشا الهندية في تحسين أوضاع أسرته المعيشية إلى كابوس قاسٍ، بعدما وجد نفسه عالقًا في أتون الحرب الأهلية بالسودان، ومحتجزًا بتهمة “التجسس” لدى قوات الدعم السريع، قبل أن تنتهي محنته بعودته إلى وطنه بعد شهور من المعاناة.

في عام 2022، تلقى أدارش بيهيرا، وهو من منطقة جاغاتسينغبور، عرض عمل في مصنع بلاستيك بمدينة الفاشر ، براتب شهري يقارب ألف دولار. بالنسبة له، كانت الفرصة بمثابة طوق نجاة لعائلته المكونة من سبعة أفراد، التي كانت تعيش على الزراعة وتعاني ضيق الحال. سبق لبيهيرا أن عمل في شركة بلاستيك بمدينة سورات الهندية، وهو ما لفت أنظار صاحب المصنع السوداني الذي استقطبه للعمل كمشغّل آلات.

انتقل بيهيرا إلى السودان في نوفمبر 2022، وعمل لثمانية أشهر بشكل طبيعي، قبل أن تنقلب حياته رأسًا على عقب مع اندلاع الحرب الأهلية في أبريل 2023. أُغلق المصنع، وتوقف صرف الرواتب، غير أن صاحب العمل طلب من العمال البقاء، متوقعًا أن تنتهي الحرب خلال أسابيع قليلة. ومع استمرار القتال، عاش بيهيرا عامًا كاملًا دون راتب، معتمدًا على ما كان يقدمه صاحب المصنع من طعام ومياه.

لكن مع تدهور الأوضاع وانقطاع الإمدادات، تُرك لمواجهة مصيره وحده. ارتفعت أسعار السلع بشكل جنوني، ولم يعد يملك سوى الخبز والبسكويت للبقاء على قيد الحياة. في الهند، اضطرت زوجته ساسميتا إلى بيع كامل مجوهراتها لإرسال ما يقارب 200 ألف روبية خلال عام واحد، لتأمين الغذاء والدواء له في السودان.

ظل بيهيرا مختبئًا في مقر سكنه بالفاشر، محاولًا النجاة من القصف والاشتباكات، لكن الخطر اقترب أكثر. وفي 24 أكتوبر، قرر مغادرة مكان إقامته بحثًا عن ملاذ أكثر أمانًا، غير أن قوات الدعم السريع أوقفته واعتقلته للاشتباه في تعاونه مع الجيش السوداني.

بعد أيام قليلة، تلقت عائلته رسالة صوتية تفيد باختطافه، ثم مقطع فيديو يُظهره محاطًا برجال مسلحين. يتذكر بيهيرا لحظات الاعتقال قائلًا إنه تعرض للاعتداء في اليوم الأول، واحتُجز في غرفة ضيقة داخل سجن بميناء الفاشر. ورغم قسوة الأسر، سمح له أحد المسلحين باستخدام هاتف محمول لبضع دقائق يوميًا للتواصل مع عائلته عبر تطبيق واتساب.

أُبلغت الأسرة لاحقًا بأن إطلاق سراحه لا يمكن أن يتم إلا عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وعلى إثر ذلك، تحركت عائلته على عدة مسارات، فتواصلت مع حكومة ولاية أوديشا، ووزارة الشؤون الخارجية الهندية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، كما طُرحت قضيته داخل البرلمان الهندي بواسطة نائب جاغاتسينغبور.

وبعد تنسيق مشترك بين السفارة الهندية في السودان واللجنة الدولية للصليب الأحمر، أُفرج عن أدارش بيهيرا يوم الثلاثاء، لينتهي فصل طويل من المعاناة. وفي اليوم التالي، وصل إلى بوبانسوار، حيث طأَت قدماه أرض الوطن بعد رحلة وُصفت بأنها “عودة من الجحيم”.

وأشاد رئيس وزراء ولاية أوديشا، موهان شاران ماجهي، بجهود وزارة الشؤون الخارجية والسفارة الهندية، مؤكدًا أن سلامة المواطنين الهنود داخل البلاد وخارجها تمثل أولوية قصوى، وأن الحكومة ستظل داعمة لأبنائها في أوقات الأزمات.

 

Exit mobile version