
أفق جديد
بين ذكريات الكأس الوحيدة التي تزين خزائنه منذ عام 1970، وواقع جديد يرتسم بملامح الطموح والإصرار، يدخل المنتخب السوداني الأول لكرة القدم نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2025 بالمغرب، وهو يحمل على عاتقه آمال شعب أرهقته مآسي الحرب من نزوح ولجوء ، لكنه وجد في “كرة القدم ” متنفساً للحلم من جديد. هذه المرة، ويسعى “صقور الجديان” الا يكونو مجرد ضيوف شرف، بل منتخب طموح يقوده مدرب غاني خبير، هو جيمس كواسي أبياه، الذي أعلن صراحة أن الهدف هو “التاج الأفريقي”.
في حديثه الأخير لموقع الكاف اون لاين ، وضع المدرب الغاني كواسي أبياه (64 عاماً) النقاط على الحروف فيما يخص طموحاته مع المنتخب السوداني. أبياه، الذي يعرف خبايا الكرة الأفريقية جيداً منذ أيامه مع “النجوم السوداء” الغانية، لا يعترف بلغة المشاركة من أجل التمثيل فقط. يقول أبياه بنبرة ملؤها الثقة: “لا معنى للذهاب إلى المغرب إذا لم يكن هدفنا هو العودة بالكأس. العقلية هي التي تصنع الفارق، ونحن نمتلك الإيمان والقدرة على قلب الطاولة”.
رسالة أبياه للاعبيه كانت واضحة وصارمة: “نحترم الجميع، لكننا لا نخشى أحداً”. وشدد على ضرورة التحرر من عقدة الأسماء الكبيرة في القارة، معتبراً أن المعارك الكروية تُكسب ذهنياً قبل أن تبدأ على العشب الأخضر. هذا التحول في الخطاب الإعلامي للسودان يعكس رغبة حقيقية في الخروج من جلباب الفريق “المجتهد” إلى دور الفريق “المنافس”.
موقعة الافتتاح
يصطدم الطموح السوداني في أولى خطواته بـ “محاربي الصحراء”. مباراة السودان والجزائر المقررة يوم الأربعاء 24 ديسمبر على ملعب مولاي حسن،
تاريخياً، مالت الكفة بوضوح للجانب الجزائري، حيث فاز “الخضر” في ثلاث من آخر خمس مواجهات. ومع ذلك، يدخل السودان اللقاء مستفيداً من حالة التذبذب التي مر بها المنتخب الجزائري مؤخراً . ويرى المراقبون أن نجاح أبياه في إحداث مفاجأة أمام الجزائر سيعني كسر “لعنة” تاريخية، وسيعطي الصقور دفعة معنوية قد تجعلهم الحصان الأسود للبطولة.
ما يميز مشاركة السودان في نسخة المغرب 2025 هو مسار التأهل الذي جاء في ظل ظروف استثنائية تعيشها البلاد. فبرغم الحرب الأهلية وتوقف النشاط الرياضي المحلي، استطاع “صقور الجديان” حصد 8 نقاط في مجموعة صعبة، والأهم من ذلك، المساهمة في إقصاء منتخب غانا العريق، أحد أكبر القوى الكروية في القارة. هذا التأهل التاريخي، الذي ضمنه التعادل السلبي مع أنغولا في الجولة الأخيرة، أثبت أن الروح القتالية للمنتخب السوداني في أعلى مستوياتها.
لن تكون المهمة سهلة، فالسودان يقع في مجموعة تضم إلى جانب الجزائر، منتخبي بوركينا فاسو (الخيول) وغينيا الاستوائية. ويسعى أبياه لتطبيق استراتيجية “الخطوة تلو الأخرى”، تبدأ بمحاولة خطف نقاط من الجزائر، ثم التأكيد أمام غينيا الاستوائية في ملعب محمد الخامس، وصولاً إلى ختام المجموعات أمام بوركينا فاسو في ليلة رأس السنة.
يعول السودان على مزيج من الخبرة المحلية والمواهب الشابة، بالإضافة إلى محترفين في الخارج، من بينهم لاعبين ينشطون في الدوريات الأسترالية والأوروبية، والذين وصفهم أبياه بأنهم “مفاجآت البطولة”.