عقب قصف الجسور المؤدية اليها : مدينة بحري تعيش في حالة من الحصار والعزلة دون سواها من بقية مدن العاصمة !!

تقرير : احمد الامين بخيت
في جولة لامدرمان تايمز امتدت لتشمل أرجاء العاصمة المثلثة عبر الجسور المعروفة انطلاقا من مدينة بحري عبر جسر الملك نمر الذي الحركة في المسار القادم من مدينة الخرطوم عقب تعرض الجسر الي أضرار بالغة في الناحية الشمالية والغربية قبالة وزارة الخارجية وهذا الواقع فرض علي سلطات المرور تسيير الحركة في مسار واحد أمر في غاية الخطورة سيما وأن اجزاء واسعة من مدينة بحري مازالت تعيش في ظلام دامس فضلا عن أن المسار الوحيد في الجسر ملئ بالمطبات
لدي وصولنا لمقر وزارة الخارجية انعطفنا يمينا بشارع الجامعة عدا أن مظهر الوزارة الأنيق كان قد تلاشي بفضل اثار القصف الذي طال مجمع المباني الداخلي والخارجي
قبل أن نكمل رحلتنا بشارع الجامعة كان سائق الحافلة قد إنعطف يمينا ليكمل رحلته من خلال شارع النيل حيث بدت واجهة وحوائط القصر الجمهوري المطلة علي النيل كخرقة بالية تناوشها النمل الابيض مايعرف بالارضة
وقبل أن نتهيأ لعبور جسر النيل الابيض القديم اطل علينا مبني قاعة الصداقة الفخيم لوجه كالح يكسوه السخام والحطام ينال من واجهته الفخيمة وقبل أن تزول دهشتنا من حالة السؤ التي طالت اهم واجمل المرافق الحكومية صدمنا بمنظر الابراج التي تطل من منطقة المقرن غرب الخرطوم وهي في حالة يرثي لها ومن الواضح أنها قد تعرضت للقصف مرارا وتكرارا حتي أصبحت كالعرجون القديم
وفي الأثناء كانت الحافلة قد توقفت في أكثر من نقطة عبور عسكرية لاعتماد تفصل بينها عدة أمتار والحل كذلك كان الخيال قد سبقنا لما ٱل اليه مصير جسر النيل الابيض عدا أن الواقع أكد أنه لم تلحق به أي إصابات قد تؤدي إلي عرقلة حركة المرور والحال ذاته ينطبق علي جسر الفتيحاب الذي تنتظم فيه حركة السير بصورة طبيعية
مجرد عبورنا الجسر ودخولنا لمدينة امدرمان رصدنا كثافة حركة المواطنين سيما في شارع الموردة الذي بدت فيه الحركة التجارية نشطة جدا من خلال المحال التجارية التي تمارس أنشطتها عكس مدينة بحري التي مازالت محالها التجارية الكبري مغلقة مما يضطر أهل المدينة للتسوق في مدينة امدرمان بتكلفة باهظة سيما وأن أجرة الحافلة من من بحري الي الشهداء فقط لاتقل عن نحو ٦ الف جنيه
وهذا ما دفع مواطن مدينة بحري الي والي العاصمة بوالي امدرمان نسبة لتركيزه علي تطويرها وتعميرها اكثر من بقية مدن العاصمة بالخرطوم وبحري
مضت بنا الرحلة الي حوش الخليفة مرورا بمستشفي امدرمان التعليمي الي محطة النهاية بالشهداء حيث يتكدس البشر كالعادة الي جانب تكدس موقف المواصلات بالحافلات الصغيرة من هايسات وغريزات وسط غياب غير مبرر للحافلات المتوسطة مثل الروزا والنسيان ابو القدح التي كانت تعمل علي خط بحري امدرمان بحسبانها الأقل تعرفة
من هناك دلفنا بشارع الدكاترة سيرا علي الاقدام حيث رصدنا الحركة النشطة للمارة ولبعض العيادات والمحلات التجارية وان بدت أقل مما كانت عليه قبل الحرب لكن يمكننا القول إن مدينة امدرمان قد بدأت في طريق العودة إلي ماكانت عليه وأن كان يلزمها بعض الوقت
المحطة الوسطي امدرمان لم تكن في ذروة نشاطها المعروف حيث بدت أقل حركة وأقل نشاطا في محالها التجارية الكبري والمعروفة
رحلة العودة لمدينة بحري امتدت لتشمل عدة أحياء امدرمانية عامرة بالأنشطة البشرية والتجارية قبل أن تصعد بنا الحافلة الي كبري الحلفاية الذي تعرض الي القصف والتدمير الجزئي في الناحية الجنوبية الغربية وهذا الوضع فرض على السلطات تسيير حركة المرور باتجاه واحد لتحاشي الانزلاق في العودة الكبيرة التي خلفها القصف وبالرغم من الاحتفال الذي جري قبل شهور إيذانا بصيانة الجسر عبر احدي الشركات المصرية عدا أن شيئا من هذا لم يحدث من أحد بالبعض الي تصوير واقعة صيانة الجسر بالبروباغندا في ظل صرف ميزانيات الولاية والوزارات المختصة علي بعض المشاريع والأسواق الشوفينية في ذات الوقت الذي لا يمتلك فيه المواطن قوت يومه أو بعض الدراهم التي قد تعينه لقضاء حاجات أسرته الأساسية
عبرنا إلي مدينة بحري عبر شارع المعونة الذي بدت فيه حركة الناس والمركبات شبه متقطعة بالرغم من تلك الفيديوهات المضللة التي يبثها أصحاب المصلحة والغرض لأجل تحقيق الكسب الرخيص
الحقيقة أن الحركة في مدينة بحري بشقيها السكاني والتجاري ضعيفة الي حد بعيد ولا تكاد تمثل ٥ الي ١٠% مما كانت عليه بفضل ضعف إمدادات المياه وغياب الكهرباء بشكل لافت من معظم الأحياء سيما أحياء مدينة بحري القديمة التي تتعرض الي الظلم فيما يتمثل بعملية توزيع المحولات التي تتم علي طريقة الخيار والفقوس والدليل أن حي ديوم بحري يعتبر من الأحياء الأكثر اكتظاظا بالسكان ومع ذلك تم تجاوزه لأسباب بدور الحديث عنها همسا تارة وجهرة تارة بواسطة سكان الحي الذين أبدوا سخطهم لغياب المعايير
من خلال الجولة يتضح أن الدخول أو الخروج من مدينة بحري أصبح غير يسير نسبة لاستهداف الجسور التي تؤدي إليها دون سواها خاصة كبري شمبات الذي تعرض الي الانهيار الكامل ولذلك أصبحت الآن شبه محاصرة وشبه معزولة عن بقية مدن العاصمة وهذا الواقع يفرض علي مواطنها أعباء مالية باهظة ليس له قبل بها فضلا عن أنه يحد من النشاط التجاري والإنساني والاجتماعي المعروف لأبناء المدينة وهذا بدوره يضاعف من الكلفة والمعاناة التي عجزت الحكومة عن تخفيف كاهلها على الأقل .





