أنا أمثل الشعب السوداني

السر السيد

السر السيد

مدخل:

هذه الجملة، ( أنا أمثل الشعب السوداني)، جاءت في العرض المسرحي الذي قدمه الممثل السوداني محمد تروس في كمبالا ضمن احتفالية “فالنغني للسلام والثورة”، التي جمعته مع الشاعر أزهري محمد علي والفنان أبوبكر سيد أحمد والفنانة نانسي عجاج، وقد اُقيمت الإحتفالية في أمسية الاحد ٢١ ديسمبر ٢٠٢٥ بفندق قولف كورس.

 

قبل الدخول في محاولة قراءة العرض، أرر أن ثمة إشارات فرضتها بعض الكتابات التي تناولت العرض، لابد من التوقف عندها

 

الاشارة الأولى:

 

إن حرية التعبير لا تقف عند مُنتِج العمل فهي تشمل المتعاطي معه خاصة إذا كان هذا العمل فناً إذ بطبيعته ان يحمل أكثر من تأويل والفيصل هنا هو النظر إلى هذا التأويل من خلال علاقات العمل لا من خارجها.

 

الإشارة الثانية:

إن معظم الكتابات كشفت عن ضعف الحساسية إن لم نقل المعرفة في مشاهدة العرض المسرحي، وهذا الضعف في حد ذاته ليس اشكالا وانما الاشكال في عدم الوعي به، إذ ليس من الضروري أن يكون التعاطي مع العرض المسرحي و تأويله حكراً على الاختصاصيين فيه.

 

الإشارة الثالثة:

 

وهي مهمة جداً وتتمثل في ان الذي ظهر في العرض ليس محمد تروس، المقيم في بريطانيا، وصاحب الدراما القصيرة “خالتي حاجة المؤتمر الوطني”، والمتهم بتأييده ل”صمود”، فالذي ظهر في العرض هي الشخصية التي قام بتمثيلها محمد تروس وليس هو، وهي شخصية افتراضية يتم النظر اليها من خلال وجودها في العرض، وبالطبع هذا لا ينفي مساءلته كفنان عما قدمه ويقدمه من فن، فقط من دون خلق تماثل بينه وبين الشخصية التي يقدمها، وإلا أصبح الفنان الكبير مكي سنادة علي سبيل المثال، هو خليل في خطوبة سهير، وهو سالم حمدك في دنيا صفا.. دنيا انتباه، وهو ما لا يمكن ان يكون.

 

الإشارة الرابعة:

 

إن العلامة المسرحية، مرئية كانت ام مسموعة، لا تحمل دلالة واحدة أبدية تكون هي نفسها حتي وانت اختلفت السياقات، فخلع الملابس مثلاً لا يحمل نفس الدلالة في كل العروض بمعني انه لا يحمل في كل الحالات فضحا للسلطة، ففي بعض الاحيان قد يأتي كعلامة ذات دلالة طقسية، او يأتي كدلالة لتجسيد لحظة حميمة كما في الفيلم السوداني، “تاجوج”، لحظة ان خلع محلق الصديرية وابقي نصفه الاعلي عاريا وهو يقترب من تاجوج، او يأتي كدلالة لتشويش موقف ما لا ترغب “السلطة” -داخل العرض- في ظهوره. اذن فالعلامة المسرحية.. اي علامة لا تؤول الا من خلال السياق الموجودة فيه، واي محاولة لعزلها عن سياقها وتأويلها يعد نوعا من التعسف والاسقاط.

 

الاشارة الخامسة:

 

في العرض المسرحي، بل في اي عمل فني، لا مجال للمصادفة، فكل ما يسمع، ويري في العرض حتي وان جاء عفويا يعد من نسيج العرض.

 

في العرض:

 

يقع العرض ضمن دائرة المسرح الذي يُقدم حكايته عبر ممثل فرد و تأسيساً على الإشارات السابقة، يتكون العرض الذي شاهدناه من لغات متازرة (سينواغرفيا)، لا يمكن قراءة العرض دون النظر الي اشتغالها مجتمعة فعبر هذه السينوغرافيا والتي هي بالضرورة غير محايدة ولا يقف دورها عند البعد التزيني الجمالي فقط، يتأسس ما يعرف بالفضاء المسرحي و تتحدد حركة الممثل، و يُبني القول الكلي للعرض، كما ان هذه اللغات قد تجترح مسارا آخرا غير الذي يرغب فيه صانع العرض، ودلالة غير التي قصدها (المتكلم).

 

جاء العرض دفقة واحدة وبايقاع سريع علي مستوي حركة الممثل و كلامه، حيث لا فواصل مغلظة كالتي يصنعها الاظلام او قفل الستارة او غيرهما من الوسائل، وان حركة الممثل، وقوفا، ومشيا، وهرولة، اشتغلت علي المنصة “المكان التقليدي للعرض المسرحي”، وعلي الصالة “مكان الجمهور”، وعلي الحيز الذي بينهما. إجرائيا لضرورة قراءة العرض سأعمد الي تقسيمه الي لوحتين، من خلال موقع الجسد وما يتصل به من ازياء، وحركة، وكلام، دون ان يعني هذا الركون الصارم لهذا التقسيم، واشير هنا ان العرض في مجمله يتحرك في سياق فضاء (سياسي)، تؤكده جمله، وقاموسه، وازياءه، واكسسوارته، ومؤثراته الصوتية، لذلك فهو يطمح الي انتاج مقولة سياسية ما.

 

اللوحة الاولي:

 

تبدأ باعلان المذيعة ووممثلة

Peace Maker Academy

فوز الممثل محمد تروس بجائزة الاوسكار، وعندها يدخل الممثل محمد تروس لاستلام الجائزة و هو يرتدي بدلة وقميص وبنطلون ويعلق شنطة علي كتفه الايسر ويضع ساعة في معصمه. يبدأ الممثل بشكر الجهة المانحة للجائزة بصوت تكسوه لمحة من الحزن عميقة، وتأسيسا علي ما خلقته الجائزة فيه من تأثير، يعرّف نفسه ذاكرا اسمه الحقيقي،(انا اسمي محمد عمر علي احمد).. هذه اللحظة في العرض لا تشير الي حفل اوسكار بمعزل عن العرض و انما تشير الي ان الذي مُنح الجائزة هو تروس الشخص ولكن داخل عرض مسرحي فهي بهذا تعبر عن تقنية برختية هي كسر الايهام والذي بدونه لا يمكن خلق التساؤل الذي يتوالد من ديالكتيك العرض اذا جاز التعبير، وهذه التقنية ستكون ملازمة للعرض في الكثير من مواضعه فقد شهدنا كسر الحائط الرابع بين المنصة والصالة، وشهدنا اشراك الجمهور في العرض.. هذه اللوحة من بداياتها وحتي لحظة التخلص من الفل سوت وظهور الجسد عاريا الا من فنلة داخلية ولباس، يظهر فيها الجسد مهندما وانيقا وذا سطوة تحيله الي التكنوقراطي او ممثل (السلطة)، والمفارقة المسرحية هنا انه يستخدم لغة عامية مفككة، متشظية، تعبر عن افكار في معظمها هشة، تتداخل فيها الامكنة، والازمنة، ويقول كلاما ملتبسا، يصنع تمويها عظيما، فهذا الجسد المهندم، (السلطوي) وهو يحكي عن الحرب لا يري الا شريحة الناجين ومعاناتهم حتي وصولهم الي بر الامان و بعض الحالات المحزنة الخاصة كحالة الكاتب هاشم صديق، وحالته هو، وحالة المرأة التي فاجأها المخاض والتي وجدت مستشفي تعمل والحرب قائمة هي مستشفي الدايات!!، وحتي حالة الاغتصاب الوحيدة التي ذكرها تمت خارج الحدود ومن ليبيين وسوريين.. هذا الجسد المهندم لا يروي عن افعال اخري تمت في الحرب كالقتل الوحشي، والاغتصاب الممنهج، وتدمير الاعيان المدنية، وتخريب الذاكرة، وعندما يحكي – اي – هذا الجسد، عن السياسة والسياسيين نجده ينتج قولا يوميا، “شعبويا”، مموها ولكنه دال، فهو مثلا يقول: انا (ما سياسي) مع انه يتحدث في السياسة، و نجده يحاول خلق مسافة ملتبسة بين الفنان والسياسي، و نجده واستلهاما لمقولة نطقت بالسلطة ممثلة في قائد قوات الدعم السريع، يتهم السياسيين..كل السياسيين ومعاهم الشعب السوداني كمان ب(الغتغتة والدسديس)

بل وفي محاولة من هذا الجسد لوضع السياسة السياسيين في اختبار تحقق نتيجته اكثر من هدف، نراه يقف وبأستقامة سلطوية علي المنصة وخلف المنبر بعيدا عن الجمهور، يسأل: (الما سياسي منو؟)، ودون ما انتظار لاجابة ما يشرع في اجراء استفتاء علني مع الجمهور والذي رمزيا يشير الي الشعب لمعرفة ثقل هذا الحزب او ذاك لتأتي النتيجة عبر قياس مستوي الهمهمة والتصفيق، قوة وضعفا ليصل في الاخير إلى ان حزب الاغمة يمثل ١%، والحزب الاتحادي ١ ونص%، والحزب الشيوعي ١٣%، والمؤتمر الشعبي صفر، وعندما يصل للمؤتمر الوطني ينزل للصالة متحركا بين الجمهور وامعانا في التمويه علي ما سبق وبنبرة خطابية عالية يصب جام غضبه علي الجمهور لعدم منحه المؤتمر الوطني اي صوت، بل ويطالبهم بالتأدب والانضباط معه، والمفارقة المسرحية هنا انه و عبر هذه التقنية المسرحية الذكية التي تقوم علي التضاد، يقرر ان المؤتمر الوطني هو من قام باشعال الحرب وانه من يقول بعروبة السودان… الشاهد هنا ان هذا الجسد وامعانا في التمويه وهو يختبر موقع السياسية والاحزاب السياسية عند الجمهور “الشعب”، يتناسي اخضاع احزاب سودانية اخري للتصويت، وهو ما لا يمكن ان يعدُّ برئيا بمنطق العرض.

تكتمل هذه اللوحة بايراد المقولة الدالة،( انا مواطن سوداني.. مسرحي.. لاجئ.. رجل اعمال.. انا أمثل الشعب السوداني، انا عمكم محمداحمد.. أدم.. كوكو.. فتح الله.. فتح الرحمن).. نلاحظ ان كل هذه الاسماء التي اختارها الجسد المهندم لتمثل الشعب السوداني ذات جذر اسلامي وربما جهوي ايضا، كما انه ليس فيها اسم امرأة. فهل يا تري الشعب السوداني الذي يمثله هذا الجسد يتكون من المسلمين والرجال فقط؟؟

 

هذه اللوحة والتي تمت باحترافية عالية من حيث الاداء التمثيلي والاشتغال السلس في الحركة بين الصالة والجمهور وقوفا ومشيا وهرولة، ومن حيث ادارة الصوت جهرا، وهمسا، وصراخا، وتلعثما، وصمتا، تمظهرت فيها وبشكل بليغ عدم براءة اللغة ومقدرتها في التدخل في طرائق التفكير وإنتاج الافكار، ومن ثم اعادة تشكيل الوعي

وحيث هنا يغدو التساؤل عن: من اى موقع تم النظر الي الحرب والسياسة والسياسيين ومن هو ( المتكلم )، في هذا الجزء من العرض تساؤلا ضروريا وملحا؟.

سأجيب علي هذا التساؤل لاحقا.

 

*اللوحة الثانية*:

 

سألج اليها من اللحظة التي خلع فيها الممثل الفل سوت، واصبح عاريا الا من (فنلة داخلية و “لباس”.. من لحظة انتقاله من الجسد المغطي الي الجسد العاري.. هنا وتأسيسا علي مقولة: (الكلام المغتغت زمنو انتهي) التي قيلت في ثنايا العرض، سيُخرج الجسد العاري من جيبه ورقة، قال: انه حضَّرها خصيصا لهذه المناسبة السعيدة – حفل فلنغني للسلام والثورة وضمنا حفل الاوسكار-، فهو لم يأت هنا علي حد قوله ليحكي نكاتا كما يتوقع البعض.. سيقف الممثل هذه المرة بجسده العاري علي المنصة وامام المنبر و علي مسافة تبعده عن الجمهور ليقرأ من الورقة كلاما مكتوبا بالعربية الفصيحة، عن الجيش والاسلام السياسي، عندها سنقف علي ما يشي بانقسام في ذات الممثل فهو موزع بين لغتين، العامية، والفصيحة، مما يعني اننا صرنا امام تشظٍ مركب علي مستوي اللغة، تعيُّنه في تشظي العامية الذي اشرنا له، وفي انتظام الفصحي وصرامتها كما تبدت في الكلام المكتوب الذي قرأه الجسد العاري، لنقف علي حقيقة ان الجسد العاري هو نفسه الجسد المغطي من حيث الموقع في العرض، وان اختلفت الدلالة وذلك بقرينة ان ما جاء في الكلام المقروء لا يبعد كثيرا عما جاء في الكلام المرتجل عند النظر اليه علي مستوي المقاربة الفكرية والتملك المعرفي وإنتاج المعني فهما يتشاركان في التمويه، وفي الانتقائية، وفي عزل الظاهرة الاجتماعية، ايا كانت عن بعدها الطبقي والثقافي، بل عن بعدها العالمي، فعندما يتحدث الجسد العاري كما في خطبته المكتوبة عن الجيش مثلا و تكون مشكلته الاساس مع هذا الجيش الذي خدعه 70عاما كما قال، ان منسوبيه جهلة، لا علاقة لهم بالعلم وانهم لا يعرفون حتي ماهية الدولة!. هنا سنتساءل ايضا، من اى موقع تم النظر الي الجيش والاسلام السياسي ومن هو ( المتكلم ) في هذا الجزء من العرض؟؟

 

*ما بين اللوحتين*:

 

سنلاحظ فروقا اساسية بين اللوحتين من حيث الاشتغال المسرحي “تفعيل الفضاء المسرحي بما يحويه من لغات العرض المختلفة”، ومن حيث اللغة، نوعها وطريقة الاشتغال عليها، ومن حيث الموضوعات والافكار، فبينما تميزت اللوحة الاولي بالحيوية في الاشتغال المسرحي، علي مستويات تنوع حركة الجسد، وتعدد الاصوات، وتداخل الامكنة والازمنة، واشراك الجمهور، نجد اللوحة الثانية في ما يتصل بالاشتغال المسرحي محدودة الحركة فالجسد العاري وهو يقرأ من ورقة، وبنفس طريقة القادة السياسيين او الموظفين الرسميين يتحرك في حيز ضيق- في المنصة فقط -، وليس فيها تعدد اصوات حيث لانسمع الا الجسد العاري وهو يقرأ كلمته بنبرة هتافية باردة/ المؤثر الصوتي “اغنية وطنا الزين” في نهاية العرض، كما ليس هناك اشراك مباشر للجمهور. اما فيما يتصل باللغة، نوعها، وطريقة اشتغالها، فبينما كانت لغة اللوحة الاولي عامية..مرتجلة متشظية..مرواغة، مليئة بالعاطفة.. اكثر تعبيرا عن ذات المتكلم، كانت لغة اللوحة الثانية، فصيحة.. مكتوبة.. تقريرية.. مباشرة.. اقل تعبيرا عن ذات المتكلم. وعلي مستوي الموضوعات التي طرحت في اللوحتين فسنجد ان موضوعات اللوحة الاولي كانت اكثر تنوعا فقد تعرضت للحرب،

وللسياسة و السياسيين، وللهوية، وللدعم السريع، وللجيش، وفي الافكار سنقف علي الكثير من المقولات المتداولة يوميا في الفضاء السياسي والتي بعضها اصبح من المسلمات رغم خطله. اما في اللوحة الثانية فيما يتصل بالموضوعات فقد تم التعرض لما اسماه الجسد العاري بالمفارقات الاربعة، والتي تكلم فيها، عن الجيش، و عن الاسلاميين واشار الي ثلاثة موبقات ارتكبها الاسلاميون هي: التمكين وتزوير الاسلام، وسوء الادارة، وتدمير القيم والاخلاق، اما في الافكار فسنقف علي الكثير مما هو متداول من موقع الفكر اليومي حول الاسلاميين و بالمقابل لم نقف علي اي من الافكار اليومية المتدولة حول الجيش كعلاقته بالسياسة او قوميته من من عدمها.

 

*اذن من المتكلم في هذا العرض*:

 

هذا التساؤل كنت قد طرحته آنفا والان سأحاول الاجابة عليه، واقول: ان هذا العرض وبرغم قصره لا يخلو من تعقيد عند التعاطي معه، و السبب هنا ربما لانه يبدو مبعثرا ومفككا

لا يقدم حكاية متسلسلة، وانما يقدم وجهات نظر حول قضايا ذات طابع سياسي سجالي.

فهو اذن لا يقدم موعظة بعينها او فكرة محددة يكون بامكاننا ان نقبلها او نفرضها.. وبما ان العنصر المهيمن علي لغاته الاخري هو اللغة الملفوظة (الكلام)، ويحتل فيه الممثل موقعا مركزيا يضحي العرض حلبة لتنازع الخطابات ولان مع الخطابات..اي خطابات تحضر السلطة، والسلطة هنا تأتي بمفهومها الاوسع.. في العرض نحن نسمع خطابا وحدا / صوتا واحدا، هو خطاب/صوت الممثل بجسده المغطي والعاري وحتي الاصوات الاخري كالهمهمات والتصفيق كما في لحظة الاستفتاء جاءت برغبته هو، والسؤال اين صوت السلطة؟ طالما اننا شخصنا العرض بانه (حلبة لتنازع الخطابات)..

وطالما ان العرض يسعي لتقديم اراء او روايات ذات طابع سياسي ستكون السلطة حاضرة، فهي كامنة في اللغة، ومتخفية حتي في نقيضها اذا لم يكن علي دراية بحيلها..سنكتشف في العرض ان السلطة تتخفي في جسد الممثل، المغطي والعاري.. الفل سوت والفنلة الداخلية واللباس، فمثلا عندما يروى الممثل بجسده المغطي الحرب من خلال حكايات الناجين ومعاناتهم ويغض الطرف عن البشاعات الاخري. هل يبعد كثيرا عما يمكن ان ترويه السلطة عن الحرب؟

او عندما يقول: انا امثل الشعب السوداني ويكون شعبه هذا من المسلمين، ومن الرجال فقط.اليس هذا مما تقول به السلطة بشكل او بآخر .

او عندما يقف الممثل بجسده العاري علي علي مسافة من الجمهور/ الشعب ويقرأ خطبته اليس هذا تجسيدا لوضعية للسلطة في علاقتها بالشعب؟ وقس علي ذلك.

اذن من خلال تآزر لغات العرض وموقع الممثل بجسده المغطي والعاري يكون المتكلم المهيمن هو السلطة مع تمظهر مختلف ففي حالة الجسد المغطي..المهندم. سريع الحركة تبدو السلطة اكثر مقدرة علي التمويه والتضليل، تمتلك حيلا في التغلل وسط الجماهير. تقدم نقدا لممارساتها، وتبدو قادرة علي صناعة الحدث واحتكار روايته حتي ولو كان فيه انتقاصا لها.

اما في حالة الجسد العاري فالمتكلم ايضا السلطة ولكنها هذا المرة تبدو محصورة في مكان ضيق.. بعيدة عن الشعب.. تتكلم بلغة رسمية ولم تعد قادرة علي التمويه.. انها تتكلم وهي عارية.

مجمل القول ان العرض حاول ان يقول: اننا لانزال نلف في نفس الدائرة، نقتات من خطاب سلطوي ظل يفقد غطاءه يوميا حتي بات عاريا.

شكرا الممثل محمد تروس

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى